عادل السبئي
من "قادمون يا صنعاء" إلى "أين معبر تعز"!
المطالبة بفتح معابر تعز له دلالات كثيرة لا أدري ماذا أسميه. لكني أستطيع أن أصفه، وأتحدث عنه، ومن وراءه، وإلى أين يتجه، فملامحه واضحة ودلائله بينه.
إنه شيء يشبه الخذلان، يشبه الذل، يشبه الهزيمة، قد يكون إعلان الاستسلام… ربما، قد يكون تسليماً بقوة الحوثي، والاعتراف بسيادته على الأرض تلك التي ترجوه التكرم بفتحها أمامك وإعلان عجزك أمام قوته وقوة ردعه على الضفة الشرقية من المحافظة.
الأمور في محافظة تعز منذ سيطرة ميليشيات الإخوان عليها تنحو منحى مغايرا غير… لا اقول المخطط له، او المرسومة طريقها بشكل بياني، فقد كانت عفوية واندفاعها غير عادي إنما الواضح أنها نحت منحى غير الذي بدأته في بواكيرها ففقدت بالتالي زخمها، وذهب بريقها، وانفض الناس من حولها.
ففي الوقت الذي كان شبابها لديهم همم عالية تصادم الجبال وكانت عجلة سيرهم تخطو بخطى متسارعة نحو الحسم العسكري ليتخطوا حينها الحوبان إلى ما وراء الحوبان وما وراء وراء الحوبان فالهدف حينها كان بعيدا….. لقد كان صنعاء.
كانت حركة مقاومة تحررية بقمة عنفوانها وكان الحماس يعلوها باعتبارها امتدادا لثورة أجدادنا السبتمبرية التي لم تكتمل حينها.
لقد كان يومها للشعور بالنضال والتضحية والفداء مذاق آخر، كان الجميع يتسابق للموت من أجل الوطن والذود عن الأرض والعرض وبدافع وطني لا ديني طائفي ولا حزبي منفعي.
لكن كان للإخوان رأي آخر…
لقد استطاعوا أن يكبحوا جماح حركة المقاومة الوطنية، وفرملة سرعتها بقوة احتكاك على الأرض.
لقد أرهقوهم بخلافات بينية وصراع دموي داخلي مرير ذهب ضحيته خير من ولدوا من رحم المقاومة، ممن لا ينتمون للجماعة.
لقد عمدت الجماعة إلى كسر إرادتهم، والنيل من مقاصدهم، ونشر الإشاعات ضدهم، وإزاحتهم عن المشهد وتصفية قياداتهم بعمليات اغتيالات موجعة ليخلو لها الجو وتفردت بالجيش والأمن، والسلطة المحلية وشبعت الجيش بعناصرها من خريجي جامعة الإيمان ومعلمين تربويين ينتمون لها لتكون النتيجة استجداء الحوثي فتح معبر يكون متنفسا لأبناء المحافظة على الضفتين.