صالح السيد، رقم جنوبي كبير.
كانت لحج قبله إمارة داعشية، ولم يفرق في أدائه بين حوثي وقاعدة، قال للأحزاب: ابعدوا من هذا الطريق ولكم الأمان.
ومع أنه لا يشارك في كل الجدالات السياسية ولم يتخذ موقفا حزبيا.. فإنه فيما يخص الجنوب، لم يداهن قيد أنملة.
قال لي في موقف عملي، أفرج به عن معتقلين سياسيين: نحن لا نهتم بالحزبية والعمل السياسي، كونوا ما تشاؤون، جهدنا كله منصب ضد الإرهاب وضد كل من سيخترق الجنوب أمنيا وعسكريا.
سلامات صالح.. سلامات الجنوب.
* * *
عقب إعلان مجلس القيادة، جمع عيدروس الزبيدي إعلاميي الجنوب والشمال، وقال أمامهم كلمة للتاريخ.. تحدى فيها حتى نفسه.. محاولا بناء لحظة جديدة للجميع.. ينفصلون بها عن ماضي الصراعات ويتبادلون الاعتراف ببعضهم وواقعهم ومشاكلهم في الخطوة الأولى لإنجاز حلول.
وبدلا من التفاعل مع الكلمة بما تستحق، خرج زملاؤنا من الشمال بحديث صاخب فحواه أن عيدروس آمن أخيرا بهم، وكفر بالجنوب.
وبالأمس يتقدم عيدروس خطوة أخرى، وإلى جانب علم الجنوب الذي روته دماء نضال لم يتوقف، عقد اجتماعا بجوار علم الجمهورية اليمنية.
وللتذكير فإن عيدروس سبق وتصرف بنفس هذه الكفاءة السياسية وهو محافظ لعدن ويرأس المقاومة الجنوبية، قبل تشكيل الانتقالي.
يقول لهم عيدروس: تقرير المصير هو فعل ديمقراطي، فقط اتركوا الشعب الجنوبي يختار.. وإن رأى هذا الشعب أنكم قد تغيرتم وأنكم تعترفون به وتحترمون خياره قد يرى أنكم تستحقون أن يتوحد معكم في دولة جديدة، أما وأنتم لا تستحقون ذلك.. لن تفرضوا على الجنوب خياراتكم.. لم تفرضوها وأنتم موحدون فضلا عن اليوم وقد صرتم شذرا.
يقول لهم سنتعاون بعلمكم، لكن لن يتحقق ذلك إلا باحترامكم لعلم الجنوب.
فيردون بعقلية ومشاعر 94 و2011 و2015، يؤكدون أنهم فاقدو القدرة على إدراك الواقع فضلا عن قيادته.
سبق وكتبت هنا في هذه الصفحة مرافعات حول اختبار الجنوب لقيم أدعياء الوحدة، واقترحت رؤية علم النضال الجنوبي يرفرف فوق كل ميدان يحارب الحوثي.. إلى جوار علم دولة 22 مايو 1990م.
وكل ما كتبته ينتهي إلى رفض ومعارك ضدي كأني صانع المشكلة.
اليوم ومن أمريكا أبهرني هذا التعايش العظيم في المشاعر المحيطة بالعلمين، لحظة اعتراف.. هي ما تحتاجه ظروفنا المرهقة والشاردة اليوم.