عبدالله الصعفاني
رسالة إلى العيسي.. مقترحات لتصحيح كرتون التفاح الفاسد..!
كلام متجدد عن اجتماعات و(كولَسات) في العاصمة المصرية لمناقشة تغييرات في اتحاد كرة القدم اليمني ولجانه.
والأسئلة المعلقة على هامش التغريدات والتسريبات، هل توجد نية لإبعاد التفاحات الفاسدة من صندوق هذا الاتحاد أم تبقى مكانها، ويضاف إليها تالف آخر فيهلك الصالح بالطالح..؟
وعلى أيّ حال أرجو ألا تكون النتيجة من النوع الذي يدعو الرأي العام لليأس، والمطالبة بالتخلص من محتويات كرتون فاحت محتوياته بغازات 17 عامًا من العبث والفشل والفساد.
* مشاورات القاهرة من الوجه إلى الصورة وبالزوم تأتي من قِبل اتحاد الاغتراب الاختياري، حيث خاصم اتحاد كرة القدم مقره في صنعاء وانشغل باشتباكات (اللا قواعد) مع أندية عدن، وأنتج الفشل بمثابرة نملة، وعقل ديناصور تائه، وصار على رئيسه الأخ أحمد العيسي أن يعمل خطوة تنظيم شجاعة تبدأ بالاعتراف بأنه يقف على رأس اتحاد يشبه السيارة القديمة المتهالكة لمعظم سنوات خدمته الـ17، وأن عليه من موقع المتحكم في (فريق هز الرأس) أن يسلِّم، لا أقول هنا يسلّم بالرحيل، وإنما بخيار المسارعة لتغيير عدد كبير من قطع السيارة المهترئة، لعل في ذلك إيفاء بغرض تصحيح الحال الحارق لأعصاب ملايين اليمنيين.
* إن باستطاعة أي إعلامي أو مشجع متابع أن يقول في اتحاد كرة القدم بتشكيلته الحالية، ما لم يقُله مالك في خمر الزمن القديم، لكنني سأتوقف عن استعراض عبث هذا الاتحاد وفشله ما استطعت وأقدِّم بعض النصائح التي لا أريد منها غير الإصلاح، انطلاقًا من إدراك خبايا وزوايا الكرة اليمنية وإخفاقاتها.
* وليت فاعل خير ينقل للأخ أحمد العيسي ما سأقوله من نصيحة مجانية.. ومن يدري..؟ قد يأخذ بها وهو بصدد التعبير عن رغبته في إصلاح ما يحتاج إلى إصلاح.
* حافلة الاتحاد -أخي الرئيس- معطوبة، ومعالجتها لن تتم إلا بالضغط على أقطاب الفشل بالمغادرة من أجل الله جبرًا لخواطر رئيسهم الذي يزعمون أنهم في عونه، لكنهم خدعوه وخدعوا الكرة اليمنية.. وما يزالون..!
وأدخل في الموضوع بحماسة لاعب تجاه ضربة حرة مباشرة في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع لأقول:
* أمام أحمد العيسي إذا أراد التغيير بنيّة التطوير حسام السنباني.. إداري جربتموه وخذلتموه قبل أن يتم دفعه لمغادرة الاتحاد ولجانه.. وسبق أن تم خذلان جمال حمدي وأبو بكر الماس.. فقط تخلص من التفاحات الفاسدة.. وضع مكانها ما هو صالح، ولكن.. خذ بملاحظات الأسماء المؤهلة المقترحة وحتى شروطهم فهم لا يريدون إلا الإصلاح.
وهنا هل ألقي الضوء على أنموذج آخر يستطيع أن يكون الإضافة القوية..؟
* الكابتن إيهاب النزيلي.. زرياب الملاعب مع ناديه شعب إب والمنتخبات الوطنية.. قارئ ممتاز لما هو كائن، وما يجب أن يكون، وأكاديمي محاضر في جامعات عربية، ودكتور في اللغة الإنجليزية، وصاحب رؤية مكتوبة حول إخفاقات الأندية والمنتخبات، ومنها رؤاه حول مغادرة أبطالنا الصغار بطولة غرب آسيا.
أدخل في صفحته على فيسبوك، وهو يبرع في تلخيص صور الإعداد المناسب للمنتخبات، وأسس صقل المواهب والحاجة لضبط المنظومة الكروية، وأهمية الحاجة لتراكم العمل الاحترافي ومسيرة الهدافين، ومظالم اللاعبين، وما الذي يلزمنا عمله حتى تغادر الكرة اليمنية استحقاقها للوصف الشعبي (الكرة الملطشة..).
* خذ هاتفك واتصل.. استمع إليه وسيحدثك بلغة لاعب الكرة الحاذق، صاحب الإنجازات، وبلغة الأستاذ المحاضر القادر على الربط بين المقدمات والنتائج.
* اتصل بإعلامي وخبير في التنظيم والإدارة مثل الزميل بشير سنان وأوكل إليه ليس مهمة إعلامية وإنما مهمة يستفيد الاتحاد منها في علاقات الاتحاد الخارجية، فبشير سنان صاحب تجربة مع أكثر من هيئات رياضية في منطقة الخليج وهو يقف على بعد خطوات من مقر سكرتارية الاتحاد اليمني في الدوحة عاصمة الرياضة العالمية.
* وتخيل أخي رئيس اتحاد كرة القدم عندما يكون إلى جانبك أسماء كالدكتور إيهاب النزيلي.. حسام السنباني.. بشير سنان.. زيد النهاري.. إلخ عوضًا عن أسماء ليس بيني وبينها أي خلاف، لكن صارت متكلسة الأدوار.. أقول تخيَّل.
* اتحاد كرة القدم اليمني بشكله الحالي يحتاج لدماء جديدة.. معرفة، وحماس وعلم، وتراكم خبرات، وقلق من الفشل، ثم غيرة على سمعة الكرة اليمنية، ورجال عندهم أهداف عامة وملكات، فهم وسائل تحقيق الأهداف.
* ولا تقول.. أيش نفعل.. هؤلاء منتخبون، لأن من يستطيع أن يمدد للفشل 17 سنة قادر ليس على الإطاحة بأسماء وإضافة أسماء وإنما قادر على إقناعهم بمغادرة جسد الحافلة المعطوبة إرضاء للشيخ، وبمزاجهم أيضًا.
وعذرًا لقفزتي هذه.. لأنه ماذا في اليد، وماذا نعمل بعد أكثر من عقد ونصف من الإحباط..؟
فهذا هو اليمن المنكوب وهذا حاله، وهذه هي حالة الجمهور واللي جرى له.
* أخي أحمد العيسي:
بادر لفتح آذان وعيون اتحادك على الشمس والهواء، ولا تبالغ في الالتفات إلى "عبدة المصالح"، الذين يلهونك عن رؤية الحقائق ويضعونك دائمًا في قلب المدفع.
فالجمهور الرياضي يكرر منذ سنوات (لا) ولكن.. لا خيار غير وقفة تنظيم، وإيجاد طريقٍ لعبور كروي آمن بالمسارعة لضخ دماء جديدة، والتغيير في كرتون التفاح الفاسد لتحسين الصورة.. واحترامًا لحقيقة أن ما يميز أي إدارة كروية هو وعيها وصلابتها وتبادل الأفكار خارج طريقة هز الرأس أمام الخطأ قبل الصح.
* ما يحتاجه اتحاد كرة القدم اليمني اليوم ليس الصفقات السيئة، وليس الضحك على الذقون، وإنما يحتاج لقادرين على اختيار المدرب الكفء خارج الصفقات، والعمل على تنظيم المسابقات المحلية، وحسن اختيار معسكرات تجهيز المنتخبات، ما يعني المسارعة إلى التغيير داخل الاتحاد وداخل اللجان.
ودائمًا.. الاختيارات البائسة المجاملة ليس فيها إلا إعادة إنتاج الفشل وإفقاد الأندية واللاعبين والمنتخبات ذاكرتها.
* هذا ما يجب أن يكون بعد فشل ما كان وما هو كائن، تجنُّبًا لوصول الفشل إلى الأذنين، وتجاوزًا للقناعات البائسة.
وبأمل ألّا يكون ترقيع مشاورات القاهرة فقط في تطعيم لجان بلا صلاحيات، ما سيزيد الخرق على الراقع، ليجد الجمهور الرياضي اليمني نفسه أمام خرافة جديدة.. فاقعة السذاجة.
فاللهم بلغنا.. اللهم فاشهد.
*نقلا عن موقع اليمني - الأمريكي