الجنوب والشمال ابنان، توأم، لشيخ مسن اسمه اليمن، وامرأة عجوز اسمها العربية السعيدة.
وُلدا معًا قبل أكثر من 60 عامًا..
قبل أسبوع ضربا بعضهما بالرصاص!
ابتدأ الشمال المعركة، فاتهم الجنوب أباه بالوقوف مع أخيه، وهجر المنزل وقال لأبيه: لا أنا ابنك ولا أنت ابوي، ولن يكون اسمي بعد اليوم الجنوب اليمني.
وغيّره لاسم قبيلة الوالدة: الجنوب العربي.
لم يغضب الأب إذ يعرف ردة الفعل. اتجه إلى الشمال، وسأله: لماذا أطلقت النار على أخيك؟ ومن متى تفعلون ذلك وأنا بين ظهرانيكم؟
ثم طرحه أرضًا رغم كبر سنه.
الوالد الطاعن ضرب ابنه الشمال، فأخذ الأخير خنجره وطعن أباه في الجنوب الأيسر!!.. قال إنه لم يكن منصفًا.
وغيّر اسمه لـ لقبٍ آخر غريب عن القبيلتين، وبالفعل أضحى اسمه "الشمال الغريب".
أُسعف اليمن قبل ثلاثة أيام إلى مستشفى تهامة المعمداني، وأُدخل مباشرة إلى غرفة العناية المركزة.
ولا يزال على التنفس الاصطناعي حتى اللحظة، فيما عجز الأطباء عن إجراء العمليات الضرورية قبل استعادة ضغط الدم ووظائف القلب.
علِم الجنوب بالقصة، فذهب لمنازلة الشقيق المتمرد رغم غضبه السابق من أبيه، وفي الطريق حدثت مناوشات، فأصاب صديقنا عن طريق الخطأ أمه وأدخلها العناية المركزة فورًا.
نُقلت أول من أمس إلى مستشفى المكلا العام.
الجنوب العربي -وقد زاد حنقه أكثر على الست الوالدة- أرسل إلى الشمال الغريب (اليمني سابقًا) رسالة مقتضاها: لو أنت رجال واجهني في إب وإلا ذمار.
وإذ احتشد الطرفان نحو معركة فاصلة ومنازلة أخيرة، تدخلت الأمم المتحدة، وحلبت الطرفين بطريقة احترافية محترمة؛ لأجل السلام.