فكري قاسم

فكري قاسم

تابعنى على

عندما يصبح التاريخ مُجرد “شقادف”!

Wednesday 14 December 2022 الساعة 03:17 pm

في العادة تؤرخ الشعوب لأيامها الشخصية ولتحولاتها الكبيرة والصغيرة في مسيرة حياتها الجمعية بالاستناد على أحداث عظيمة لها علامات مشرقة.

أو من خلال أحداث صعبة ومؤلمة لها تأثير عام في ذاكرة الناس الجمعية.

واحنا في اليمن تاريخنا وذاكرتنا الجمعية غير كل الناس طبعًا.

ومن بعد تهدّم سد مأرب إلى الآن شعب يؤرخ لأحداثه الشخصية المؤلمة والمبهجة من خلال الكوارث والأحداث الجسام:

– حمادي ولد سنة الطاعون.

– مرزوق غرق في البحر أيام حرب الجبهة.

– حفصة تزوجت يوم مقتل الحمدي.

– مسعد اشترى “العرصة” سنة مقتل الغشمي.

– الخضر التحق بالجيش سنة مقتل سالمين.

– مهيوب اغترب سنة زلزال ذمار.

– مثنى سار يدرس في الخارج يوم قرحت أحداث 13 يناير.

– فارع مختفي قسريًّا من أيام حرب الوحدة.

– فرحان طحس واتكسرين أرجله يوم طحس “علي سالم البيض” من البلاد.

– أيوب توظف سنة ما قرحت السفينة كول في ميناء عدن.

– دلال اختطبت على عادل ابن عمها يوم قرحت أول حرب في صعدة.

– مجاهد قرح ضماره كله، يوم قرحت الحرب الثانية وطفرن.

– هائل سقف بيته يوم خرجوا الشبان في احتجاجات 2011.

– نورية حسين ولدت ابنها البكر يوم سال الدم في جمعة الكرامة.

– الخالة زينب سارت تعتمر يوم وقع انفجار دار الرئاسة.

– أشرف رقد في العناية المركزة يوم وقعت أحداث جامع العرضي.

– عبدالجليل باع بيته أيام حرب السلفيين والحوثيين في دماج.

– بجاش زوّج بنته فطوم يوم اقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء.

– منصور صدم بالسيارة يوم هرب علي محسن من داخل مقر الفرقة الأولى مدرع.

– عباس طلق زوجته يوم بدأ التحالف العربي الحرب في اليمن.

– حسان نزح من بيته هو وجهاله يوم اشتعلت الحرب في شوارع تعز.

– نجلاء تخرجت من الجامعة يوم قصفوا بيت علي عبدالله صالح.

– سعيد جلس عاطل بلا عمل وتوظف بعد يا شاهدين يوم قطعوا الرواتب.

– مرشد اشترى سيارة العمر لأول مرة في حياته يوم اعتدم البترول والديزل.

وفي رأيي الشخصي أن المناسبات الجمعية العظيمة التي حظي بها الشعب اليمني للاقتران بها ولتوثيق أيامهم فيها هي:

(26 سبتمبر 1962، و14 أكتوبر سنة 1963، و30 نوفمبر 1967، و22 مايو سنة 1990).

هذه أيام مباركة في حياة يمنيي العصر الحديث.. ويا حظ من كان له فيها مناسباته الشخصية. 

وما دونها من التاريخ، مجرد شقادف تتناكع فوق رؤوسنا.

* نقلا عن موقع "اليمني- الأميركي"