الدول المتقدمة في بلدان الله لم تراهن في تقدمها على وعي المجتمعات يا "لول".
– كان على موه راهنت؟
– على فرض قوة وهيبة القانون..
لأن المجتمعات مثل الأطفال تستجيب تلقائيًّا للفوضى كما تستجيب للانضباط.
ومن طبيعة البشر أن يكونوا ميالين بالفطرة إلى رغبة العيش بتقدير واحترام.
– واحنا في اليمن على موه نراهن؟
– والله ما لي علم!
– كيف والله ما لك علم وانت صحفي داري بالقانون؟
– القانون في اليمن نكتة قديمة وهدار فاضي ماعد أحد يصدقه
وشلي ورقة وقلم ودوّني بعدي أيش يعني القانون في اليمن يا "لول".
– بسم الله ما هوه؟
- يعني سير دوّر بقره تلحسك”.
يعني حفل زفاف ليتيم والله محد داري أين سفخته الكلاب.
يعني “هجعنا” و”على غيري” و”لاحق لك ربح فوق ضاحة”.
يعني سعما تقولي ؛ تراث شعبي متهالك ماعد أحد متمسك به ولا عد أحد داري اينوه.
القانون يالول كلمة يومية مجهولة الهوية بلا ظهر وبلا سند، وبلا أدب.
القانون عبارة متداولة غير صالحة للاستخدام الآدمي.
القانون لبانة يلعصها كل لسان للتسلية وترطيب الفم فقط.
القانون مصطلح يتغرغر به الصغير والكبير ويستخدموه مطهر للفم.
القانون في اليمن “هههههههههههه” ضحك على الدقون يالول.
ولو تقلبي اليمن كلها، تحت فوق
بشخوصها ومؤسساتها وهيئاتها ومنظماتها وأحزابها وكباراتها ومآذنها وفصائلها المتحاربة في الميدان، والله ما شتلاقي بينهم فريقين نقيضين يتنافسان أو يتصارعان من أجل العدالة أو من أجل فرض هيبة القانون !
– وليش طيب؟
– لأن القانون بالنسبة لهم مجرد حصة ألعاب يتوالهوا بها بدل الفرغة.
– مله وكلهم يتعاصدوا ويتحاربوا فوق رؤوسنا على موه طيب؟
– من أجل فرض هيبة القانون.
– ناهي وينوه هذا القانون الذي يتكلموا عنه؟
– والله ما لي علم!
قدك شايفة الوضع قدامك كيف هو، شخصيات نافذة تعصد أبو البلاد عصد من شق لا طرف.
وجماعات دينية تتقاتل فوقنا في كل زغط وكأنها بتلعب “كيرم”. وحكومات في الداخل وفي الخارج، وجيوش متفرقة، كل هذا من أجل يعملوا لنا دولة النظام والقانون .
- مله أين هي دولة النظام والقانون هذه الذي ضجوا رؤوسنا بها منذ 2011 لليوم؟
– والله مالي علم !
ويا ريت أن بين كل هؤلا المتصارعين جهة واحدة
أو جماعة واحدة على الأقل، تناطح وتقاتل وتناور وتفاوض من أجل سيادة القانون.
– ها وكلهم على موه يتقاتلوا فوقنا؟
– على دولة النظام والقولون العصبي ؛ ما تبصريش الشعب قد كله بينه قرحة في المعدة من القهر والباطل !
– ما هذي والله صدقك، ما بوه ولا قانون ، ما بوه إلا صعلكة فوق خلق الله من شق لا طرف.
– ومش كذا وبس يا لول.
والله إن قد سمعة القانون في بلادنا مشوهة بين الناس، وتدي للواحد الضيق !
– كيف يعني؟
– يعني حتى لا قدك مسؤول في بقعة وتشتي تعرقل واحد
أو تشتي ترهقه، اكتب له على ورقة معاملته اللي عندك “للعمل بحسب النظام والقانون”.
وشتحصله يشل المعاملة بيد مرتعشة، وكأنه تسلم حكم بالسجن مع الأعمال الشاقة.
ومن كثرة القلق شيجلس طول يومه مطنن ومهموم يسأل الطارف بضيق:
تقول أيش قصده لما يقول “بحسب النظام والقانون”؟!
* نقلا عن موقع اليمني - الأميركي