نشوان العثماني
السويد وثقافة السلام.. نحو حوار الأديان لا حرق الكتب المقدسة
- حرق الكتب المقدسة لا يدخل ضمن حرية الرأي والتعبير.
- يجب أن ندافع اليوم على ضرورة احترام القرآن وكل الكتب الأخرى، كدفاعنا على حرية الإنسان في اختيار ما يريد؛ شريطة أن لا يفرض خياراته على أحد وأن لا يستخدم العنف.
- ما أقدم عليه "راسموس بالودان" (وللأسف ليس وحده هذه المرة) فعل مدان يجب أن يرفض من قبل كل إنسان مستنير بغض النظر عمن يكون.
- قد يخفق الإنسان في مسار حياته، فيلجأ لارتكاب أفعال مستفزة كنوع من التعويض.. لربما كان هذا ما أقدم عليه الرجل.
- في فنلندا هناك قانون يجرم حرق الكتب المقدسة.. الشرطة لن تسمح بذلك.
ليت ستوكهولم تقتدي بـ هلسنكي في هذا الجانب؛ فلا تحتاج السويد إلا أن تجسد المزيد من ثقافة السلام.
- من المهم جدًا أن لا تجر هذه الإساءة للقرآن أيًا من المسلمين لأي ردة فعل عنيفة لن تستطيع أن تظهر ثقافة التسامح بقدر ما قد تؤجج مسارات أخرى.
ليكن الرأي كالحكمة العربية القديمة "أنا رب إبلي وللكعبة رب يحميها".
وقد يقود هذا الفعل المستفز كثيرين لقراءة القرآن وربما قاد أيضًا إلى الاهتمام به؛ شيء مفاجئ من هذا القبيل يمكن أن يحدث، وجميل إن حدث.
- لن يكون من الأفضل دائمًا إلا أن نعيش بحب للآخر، وتقريب وجهات النظر.
كل مرة نركز فيها على خلاف ذلك، يفقدنا أشياء كثيرة كان يمكن أن نكسبها.
* * *
السويد بلد جميل وعظيم، لا نلحظ فيه إلا تعزيز مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية وبالطبع الحريات والمواطنة والتنوع على مبدأ العيش المشترك.
هذا بلد نستطيع أن نكتشف الكثير من ميزاته البديعة، وأن نتعلم منه.
القانون السويدي هو الآخر رائع في كثير من جوانبه وزواياه، البعض منها لا نستطيع أن نفهمها بسهولة، وأيضًا ربما نجد صعوبة في التأقلم معها.
لكن كل هذا سيمضي قُدمًا لأفضل، بما يلبي الكرامة الإنسانية كل مرة.
ومن ذلك، أبدًا لا تحتاج السويد مع كل ما تقدمه خدمة للإنسانية والسلام، أن تعلق في شباك بعض الأصوات المتطرفة التي لم تكن من طبيعة المجتمع السويدي على مر الوقت.
آمل حقًا أن لا تتكرر تصرفات حرق القرآن، سواء في السويد وغيرها. ومن أجل ذلك، نحتاج تقديم طرح مختلف، واكتشاف طرق مساعدة لتجاوز هذا الشد والجذب، ندين من خلالها كل سلوكيات مسيئة لأي معتقد، ونبحث حوارًا مشتركًا لتقريب وجهات النظر.
لسنا وحدنا؛ فالأسرة الإنسانية العظيمة دائمًا في حالة لقاء مستمر.
ومن المهم التأكيد أن القرآن ليس كتابًا متطرفًا.
القرآن -وأي كتاب مقدس- هو بحسب من يقرأه.
فقد يقرأه متعصب (ضحية جهله) فيقتلك وهو يظن أنه يقدم خدمة للإله.
وقد يقرأه مستنير ومحب (تعلم جيدًا وتأمل) فيخدمك ويساعدك، ويكون إلى جانبك.
ومن المهم دائمًا أن نحترم ونقدر معتقد الآخر، وأن لا تظل التصرفات الفردية معبرة عن المجموع.
وهذا بالتأكيد يخص كل الأديان والثقافات.
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك