نبيل الصوفي
معايير المساواة: الجمهورية والنعرات المقيتة
الجمهورية هي مبدأ فوق هذه الاصطفافات التاريخية.
ليس جمهورياً هذا الذي يقول علي ولي الله، ومعاوية عدوه.. ولا الذي سيقول بل معاوية هو العظيم وعلي لا قيمة له.
الجمهورية هي التي تنظر لعلي ومعاوية كماضٍ له صراعاته، كلهم تراث يمكن أن نستفيد هنا من علي وهناك من معاوية.
الجمهورية ليست لديها موقف عصبوي، هي فوق الهاشمية والقيلية والقبيلة والمفتي والإمام.. كل المواطنين عندها آحاد.. هم أحرار في معتقداتهم وحين يريد أحدهم أن يلزم الآخر بمعتقداته تلفظه الجمهورية وتجرده من حقوقه حتى يرد للآخرين حقوقهم.
الجمهورية فكرة رائدة عظيمة اصطف تحت سقفها ثوار سبتمبر، وقد نخرت دولتها التحيزات الخفية التي بدأت إخوانية وانتهت حوثية.
فكل انحياز خارج القانون يمنح الحقوق ويقيم الواجبات بناءً على معطيات فكرية اجتماعية تاريخية ليس جمهورياً ولن يكون.
الجمهورية لا تعادي الهادي ولا تقبل تقديسه، هو مثله مثل ابن علوان والشوكاني والعيدروس والأمير ومقبولي وأي تاريخ كله تاريخ، وكله أمام القانون الوطني يحتمل الصواب والخطأ.
الجمهورية ستمسك بيد عبدالملك الحوثي وتقول له: انزل من فوق الحمار يا حمار، أنت مواطن تقدر تخطب بما تشاء لا فضل لك ولا يحق لأحد منعك من الهذيان.. أما الحكم فهو حق للناس، سهل بالانتخاب أو بالغلبة لكن وفق معايير المساواة الجمهورية.
الجمهورية أرضية مشتركة عظيمة فوق كل هذه التقاطعات الصغيرة.