بلادي حراز، هي المنطقة اليمنية الأولى التي أعادت للبن اليمني قيمته ورواجه الداخلي والخارجي.
حدث هذا خلال العقد الأخير، حينما اتجه المزارعون في حراز لاستبدال شجرة القات بالبن البلدي، نزولًا عند رغبة التجار الحرازيين الذين لهم صلات خارجية لإيصال البن الحرازي إلى أسواق ودول العالم البعيد.
كان الأمر أشبه بالربح المغري للمزارع الحرازي، ولكن الإغراء لم يستمر طويلًا، كانت مجرد فترة وجيزة تنازل فيها الحرازيون عن زراعة القات لصالح البن، نتيجة رداءة القات الحرازي، ليصبح البن أكثر جدوى وفائدة منه، ولكن التجار الكبار خلال الأعوام الأخيرة لم يفوا بتعهداتهم مع المزارعين، وصاروا يدفعون مبالغ زهيدة جدًا للمزارعين مقابل البن، حتى وصل سعر الكيلو الواحد 1500 ريال فقط، بينما التجار يبيعونه بأضعاف أضعاف هذا المبلغ.
ومن ناحية متصلة، يشكل الجفاف في مناطق حراز، خصوصًا مناخة وقراها المترامية، عاملًا باهظا على المزارعين، إذ صار توفير المياه للزراعة أكثر صعوبة مما سبق، ونتج عنه عبء جديد على المزارعين الذين يقبضون مبالغ زهيدة جدًا من التجار.
لهذا وبعد محاولات عدة، ذهب بعض المزارعين بأنفسهم للبحث عن أسواق جديدة لمنتوجاتهم، ليبيعوها بأيديهم، بعيدًا عن احتكار التجار، ولكنهم لم يجدوا، خصوصًا مع تفضيل الناس في القرى والمناطق اليمنية للقشر، مما يستدعي إرسال البن إلى أسواق بعيدة، وهو ما يعجزون عنه.
حراز المنطقة اليمنية التي أعادت الرواج الحقيقي للبن اليمني، في الأسواق الداخلية والخارجية، تفكر اليوم بجدية عبر الكثير من المزارعين للعودة لزراعة القات، بعد طفرة افتعلها مهندسون زراعيون، طفرة لم يتوقعها أحد.
لقد جعلوا المزارع الجبلية في حراز صالحة لزراعة نوع مختلف من القات ذي الجودة العالية، هذه حقيقة، والكثير من المزارعين اليوم يفكرون بالتراجع عن البن لصالح القات الجديد، ليس لشيء، فقط لمحاولة النجاة من استغلال التجار الكبار.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك