نشوان العثماني
الواقع المختل وجذوره بشأن نقابة الصحفيين
لا يهمني شمال ولا جنوب، لمجرد الجغرافيا.
يهمني إحقاق الحق والإنصاف، دون انحياز.
وهذا رأيي إجمالًا بما يحدث اليوم وجذوره خلال العقود الثلاثة الماضية:
- اقتحام مقر النقابة في التواهي خطأ فادح ولن يكون صحيحًا بأي شكل من الأشكال، وسيعود بالضرر على نقابة الصحفيين الجنوبيين أمام الشركاء في الإقليم والعالم.
- نقابة الصحافيين اليمنيين أقصت الصحفيين الجنوبيين على نحو صادم. فقط هناك عضو واحد (كنت أظنهما عضوين)، مقابل أحد عشر عضوًا في مجلس النقابة إلى جانب النقيب من الشمال. كيف يكون هذا؟
أنتجت الانتخابات هذا الواقع المختل، لأن الخلل كان قد نتج أساسًا من اختلال تمثيل الجنوب في قوام عضوية النقابة لصالح الشمال؛ فكان يجب أن يكون للجنوب حصة محددة مسبقًا. (لا تقولوا هذا كلام مناطق. بل هذا اختلال معيب، وكان يجب تصحيحه بعيد انتهاء الحوار الوطني مباشرة..).
- مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين مر عليه أربعة عشر عامًا منذ آخر انتخابات. هذا محرج للغاية أن يتم الدفاع عنه. يلزم أن تكون هناك انتخابات جديدة، ومناصفة بين الشمال والجنوب وأن يكون النقيب جنوبيًا.
- كل هذه الاختلالات نتيجتها حرب صيف 1994، التي أخرجت الشريك الجنوبي من المعادلة. لا يجب الدفاع عن الغلط، ولا التمركز في الوسط كما قال درويش. هذه اليمن كانت دولتين معترف بهما، قبل الدخول في الوحدة الاندماجية غير محسوبة العواقب، التي يتحمل نتيجتها أولًا الرفيق علي سالم البيض الذي كان حسن النية في واقع سياسي لا تنسجم معه حسن النوايا.
- ما كانت هذه الوحدة لتتحقق لولا الحركة الوطنية التي قادت الدولة الجنوبية السابقة. من الجنوب كان كل شيء. ولم يكن الجنوب عنصريًا ولا مناطقيًا.
- اليوم القضية الجنوبية مفتاح كل قضايا البلد وهي نصف المعادلة السياسية والحقوقية، لكن القيادة السياسية التي تمثلها تفتقر للمهارة، ولن تستطيع جراء ذلك أن تذهب بعيدًا.