الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو هذا الذي يفعله سمو الأمير محمد بن سلمان في السعودية وسمو الشيخ محمد بن زايد في الإمارات.
وبالطبع لا نغفل مملكة البحرين.
المجتمع العربي لا يتطور من أسفل بل من أعلى.
يحتاج زعيمًا قويًا يقظًا وسيمهد الطريق على أحسن ما يكون، على أن تكون الظروف الجمعية مهيأة لهذا المخاض، وأظنها الآن كذلك.
ما يحدث في الخليج مبشّر تمامًا، لكننا مع ذلك نقول إنه لم يُختبر بعد في التفاعل الاجتماعي الذي يقبل الفكرة وينتمي إليها.
فما يحدث هو في بدء مرحلة الانبهار والشغف بالانفتاح بصفته الجديدة الذي أحيا الأنفس وأزاح الركود جانبًا.
والأمل يحدونا أن يستمر هذا النهج طيلة عقدين كاملين حتى تكبر الأشجار وتنضج الثمار ويتخلق الإبداع من الداخل، تتقوى معه شوكة الصمود الذاتي، وتزدهر الثقافة في كل صنوفها وأجناسها، بازدهار الوعي الذي بات يفهم أنه ليس وحده، بل في إطار المشترك الإنساني العظيم، الـذي كان كنزنا المفقود جميعًا إلى وقت قريب.
تقدم كل العالم من حولنا، وبقيت ثقافتنا العربية رهن الرتابة والاجترار البائس.
حتى على مستوى النص الديني الذي كان يمكن لنا أن نفهمه ونشرحه على نحو أفضل، ظلت العجلة رهن العنعنة التي نفهم زمانها لكنها لا تفهم زماننا.
والآن نعي أن هذا سوف يصبح جزءًا من الماضي، الذي أمامنا مع ذلك أن لا نقسو في الحكم عليه، فلقد كان كل الوعي ضمنه ضحية الفهم، غموض الانتماء، تصحو فجأة لا تدري أين أنت.
إن لم نتقدم ونشعر بالانتماء لهذا التقدم، سنختنق أكثر، وسوف نرحل سريعًا دون أثر.
لكننا وإزاء ذلك نستمر بأن نقاوم وبأن علينا واجب الحال أن نمضي قُدمًا.
والآن لكم هو مبهج أن يحدث كل هذا التعافي، في أوله، ولسوف يستمر في تاليه وما بعد إلى تلكم الآفاق الأكثر رحابة كما نتمنى.
ونحن في اليمن جزء لا يتجزأ من شبه الجزيرة العربية، هذا قدر الجغرافيا الذي كان قدرًا مختلفًا بالأمس علينا وعلى شعوب المنطقة بأسرها، لكنه اليوم يبشر بعهد جديد، وهذا الذي نفهمه الآن أكثر: أننا سنمضي معًا إلى الأمام لا فرادى.
المفردة لن تعطي رنينها المتميز في ظل جملة رتيبة، مهما كان جمال هذه المفردة/الكلمة.
غير أن الجملة بأكملها تتهيأ الآن للتفاعل.
ما زلنا نعاني من الحرب في اليمن وتوابعها، وتجار الحروب التي لا يريدونها أن تنتهي.
وما زال لدينا التمدد السلفي هنا وهناك، والذي ما زال يعزز تلكم الأفكار القديمة، وقبل ذلك لدينا الانقلاب السلالي في صنعاء الذي حاول تدمير كل التراكم الوطني وهوامشه منذ نصف قرن.
لكن هذا لن يستمر طويلًا، فلطالما المحيط يتقدم للأمام، فلن نتراجع للخلف.