فكري قاسم

فكري قاسم

تابعنى على

مراعين للموت..!

Monday 13 March 2023 الساعة 05:13 pm

يوصل الواحد في اليابان إلى سن الثالثة عشرة من عمره وقده يخترع ساعة؛ ويحسب لأيام عمره بالدقيقة والثانية. 

وفي بلادنا اليمن يوصل الواحد سن الثلاثين وهو والله ما هو داري كم الساعة!

ولا له علم حتى كيف تشتغل الساعة؛ ولا هو داري حتى ما هي الفائدة المرجوة من الساعة.. ويجزع عمره كله وهو مسكين مشغول ليل الله مع نهاره بقيام الساعة. 

في بلاد الكفار يوصل الواحد إلى سن الخمسين وقد تخلص تماما من كل همومه المستقبلية؛ ويبدأ يتفرغ لحياته الباقية ويقضيها سفر ورحلات ومتع وصحب لتعويض ما فاته من رفاهية العمر. 

وفي بلادنا المصلية على النبي الوضع غير، يوصل الواحد الى سن الخمسين سنة وعادوه بسم الله الرحمن بادي يخطط لمستقبله من ذلحين وطلع وبادئ يشتري له دباب شيطلب به الله!

واذا نفه على نفسه شويه هو والجهال وخرجوا به رحلة في يوم يتنفخ ويزعل ويشعر بأنه اسرف في مضيعة الوقت ويرجع البيت زعلان على ضمار اليوم اللي راح من عمره من دون طلبة الله! 

وما فيش سؤال يضجر باليمنيين عموما اكثر من ان تسأله كم الساعة يا خبير؟ 

يقولك والله ما لي علم. 

لكن اسأله عن قيام الساعة؟ شيتفلسف لك للصبح وشيكلمك بطلاقة عن عوالم الغيب وستشعر وانت تسمعه بانك جالس في حضرة انسان معه مراسل في السماء ينقل له أخبار الساعة مباشرة اولا باول من مكان الحدث!

اليمني بشكل خاص على أية حال إنسان هامشي يعيش خارج حسبة الوقت وخارج حساب الزمن وخارج خطوط المستقبل؛ وعمره اللي يمشي هو في حسابه الخاص مش اكثر من رصة سنين متراكمة في حصالة عمر تالف ورتيب يقضيه سنة بعد أخرى بانتظار حظوظه الجيدة في الحياة الآخرة!

ومالوش دخل ابدا بالحاضر 

ولا له أي علاقة بحياة الساعة المعاشة على وجه الأرض.

وقمة الإحباط لما تسأل واحد:

- ايش تعمل هذي الأيام يا فلان؟

يقولك:

- والله ولا شي مراعين للموت!

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك