من أبرز ما تميز به الفنان الكبير أيوب طارش أنه لم يكن مثقفًا.
كانت الثقافة ستحجبه عن الشعب..
كانت الثقافة سترفع الكلفة، وستسحب منه بساطته التي يفهمه بها ويحبه الصغير والكبير، الفلاح والمدرس وربة البيت، الجندي والتلميذ في طابوره الصباحي مدرسته الأولى، والصوفي في مسجده، وحتى الرهبان سيحبونه أكثر جدًا؛ لأنه منهم.
أيوب إنسان وفنان وقصيدة ولحن ونغمة وراهب وصوفي ومؤمن وابتسامة وصدق ونقاء وإخلاص وكل معنى جاد به حب السماء وافتخَر.
بساطته هذه مهداة له ولنا من الله..
لقد وصل بالحب وحده إلى كل قلب، كل معنى.
امتلك موهبته، ومضى قُدمًا بكل هذه البساطة لكن أيضًا -ومنها في الأصل- بكل هذه العظمة.
عاتبناه بشأن التغني بمايو الذي لم يعد مايو.
مايو الذي أحببناه لكننا أُصبنا به، ودعينا من ثَّم إلى إحقاق الحق وإعادة النظر.
أما عن فنه وإنسانه وموهبته، فأيوب صوت من السماء يروي كل عطشان وعاشق، كل مزارع وفلاح، كل إنسان، بل كل طفل.
لماذا يتثقف أيوب؟
أيوب يتجاوز الثقافة.
لا قيمة للثقافة؛ لأن القيمة أساسًا في الحب أولًا.
من تثقف يمكن له أن يطير عاليًا، لكن لن يراه أحد.
أما أيوب، فالكل قد رأى وسمع، وشغف به وكان أعظم قصيدة، أعذب أغنية، أرق لحن وأجمل رنة وتر.
أيوب الحب، نحبك ونعشقك أيها القديس..
أيها الأيقونة اللوحة الأشهر على كل جدار وفي كل روح، في كل قلب.
كل إنسان وكل مبدع يرى في أيوب شيئًا ما جزءًا منه، من فنّه، وينشد:
"غنِّ يا أيوب غنِّ
إن فنك عين فنّي"..
وهذا يكفي.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك