وصول القيادات الجنوبية التي تحمل المشروع التحرري إلى الأمم المتحدة ومراكز صنع القرار في العالم خطوة مهمة جداً في طريق النضال الطويل.
من الطبيعي أن تكون مشاركة الرئيس (للمجلس الانتقالي الجنوبي) عيدروس الزبيدي ضمن وفد اليمن، ومن المستحيل في هذه المرحلة أن تكون باسم الجنوب، وبالتالي لا بد من اغتنام فرصة التواجد ضمن الشرعية للوصول إلى المحافل الدولية وهذا أحد أهم أسباب مشاركة الانتقالي ضمن مجلس القيادة الرئاسي وفي الحكومة.
المرحلة القادمة هي مرحلة استحقاق سياسي والحرب انتهت، والاستحقاق السياسي يحتاج لعب سياسية بذكاء وإيصال صوت الجنوبيين ومشروعهم بالطرق المناسبة ووفق الممكن المتاح.
لا أعرف أسباب الانزعاج من هذه الزيارة من قبل بعض الجنوبيين.. هل كانوا مثلاً يظنون أن الرئيس الزبيدي سيذهب بعلم دولة الجنوب؟
بارك الله في كل الجهود التي من شأنها إيصال الصوت الجنوبي إلى كل المحافل وبكل الطرق والأساليب.
* * *
الذين يقولون ليش ما يعلن الزبيدي دولة الجنوب، وليش راح ضمن وفد اليمن إلى أمريكا هم أنفسهم الذين وقفوا ضد الإدارة الذاتية، وهم أنفسهم الذين ناصروا قوات "بن معيلي" عندما حاولت اجتياح عدن.
وهم أيضاً أكثر الناس يزعجهم تحقيق القضية الجنوبية مكاسب من خلال الشرعية، وهم أيضاً أكثر من يدرك خطورة مشاركة الانتقالي بقوة في العمل السياسي ضمن الشرعية.
كل ذلك لا يهم مجرد أصوات تدافع عن مصالحها أو عن مشاريعها السياسية.
الذي يهم المواطن في الجنوب، أن يرى إصلاحات حقيقية على الأرض وتحويل عدن إلى نموذج والانفتاح من قبل الانتقالي على الجميع من خلال توسيع دائرة المشاركة السياسية والتحول نحو العمل المؤسسي الأكثر انضباطاً، وأن يختار ضمن الشرعية الكفاءات الجنوبية المخلصة القادرة على استغلال هذه الفرصة لصالح الجنوب وقضيته وليس للصالح الشخصي.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك