أدونيس الدخيني
الإرهاب الحوثي والأخطار الإقليمية والدولية
خاض اليمني المعركة ضد ميليشيا الحوثي نيابة عن كل العالم.
لا يجادل أحد أنه المعني الأول بالمعركة، لكن العالم أجمع كان معنياً أيضا تماماً كما اليمني.
خطر مليشيا الحوثي يهدد الجميع بلا استثناء، مارسه الحوثي في البداية ضد اليمنيين لسنوات طويلة، قرر اليمني المقاومة وسلك طريق الكفاح المسلح.. قدم أسمى التضحيات وتحمل المعاناة وهي تقسو عليه، تقدم وأنجز في المعركة بدعم حلفائه في التحالف.
ألحق الهزائم المذلة بميليشيا الحوثي، وكاد أن يحسم المعركة في الحديدة التي يتخذها الحوثي في الأثناء قاعدة لتنفيذ عملياته الإرهابية، فتدخل المجتمع الدولي لوقف المعركة وهي توشك على إكمال حصادها.
لم تكن المسافة كبيرة بين القوات المشتركة وموانئ الحديدة، بعد أن وصلت القوات إلى محيط جامعة الحديدة وسبعة يوليو وطوقوا المدينة تمهيداً لحسم المعركة.
استخدم المجتمع الدولي وفي المقدمة واشنطن ولندن كل جهده ونفوذه لكبح جماح تقدم القوات المشتركة، حتى نجحوا في تحقيق الهدف الذي أوقف المعركة باتفاق تضمن خطوطا عامة كانت لاحقاً ميداناً للمعركة، فكل طرف يفسره كما يريد، وفي الأخير ظلت ميليشيا الحوثي في الحديدة.
ظلت هناك بدعمٍ ضمنيٍ من الولايات المتحدة وبريطانيا وباقي المجتمع الدولي، أما المعركة فقد كانت على وشك أن تحصد هدفها الأخير.
انهارت ميليشيا الحوثي حينذاك سريعاً وعجزت عناصرها عن الصمود أمام القوات المشتركة، وفرت من الميدان، بدا ذلك واضحاً من كلمات زعيم ميليشيا الحوثي، كانت شبه يومية لمحاولة رفع معنويات عناصره المنهارة داخل مدينة الحديدة، وأقر بذلك أحد خبراء حزب الله المشرفين على المليشيا في فيديو سُرب قبل سنوات، أقر بأن الحديدة كانت على وشك السقوط.
أخذت الضغوط تتزايد بعد اتفاق ستوكهولم حتى والحوثي يرفض تنفيذ بنود الاتفاق، ووصلت حد توقيع هدنة لم تنفذ بنودها هي الأخرى.
بضغط من واشنطن، حققت ميليشيا الحوثي العديد من المكاسب سياسياً، وباسم الملف الإنساني الذي تواصل المليشيا ذاتها استثماره حتى اليوم لحصد المزيد من المكاسب.
بح صوت اليمني وهو يحذر من خطر ميليشيا الحوثي، في حين كان يبحث المجتمع الدولي عن أي حل سياسي للأزمة اليمنية، حتى وإن كانت هذه الحلول ترسخ وجودها في البلاد وتعطيها الشرعية الدولية والمحلية.
يكتوي الجميع اليوم بارهاب ميليشيا الحوثي، وبالتأكيد ستتوسع رقعة هذا الإرهاب حال وجود هذه المليشيا، وتمكنها من السطو على البلاد بقوة السلاح أو بالحلول السياسية التي سيكون مصيرها كما الاتفاقات السابقة.
ولن تظل هذه البلاد مستقرة ولا الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ولا الأمن القومي العربي. هي وقائع وليست كلمات يتم تكرارها فقط لاقناع الجميع بعدم جدوى الحلول السياسية.
الحوثي لا يعيش إلا في ظل الحرب، يرى الاستقرار عدوه، وحتى إن افترضنا جدلاً أنه سيطر على اليمن وذاك خيار مستبعد، فسيذهب إلى خوض المعارك في أي مكان آخر. والملاحة الدولية لن تكون بعيدة عن اذيته وإرهابه.
تحييد هذه المليشيات هي ضرورة وطنية وعربية ودولية، وذاك لن يتم إلا بحل عسكري للأزمة يعيد صياغة المشهد في البلاد ويطوي صفحة هذه المليشيا.
وهذا ليس مستحيلا، الجهد الذي دحر الحوثي من عدن وكافة المحافظات الجنوبية ووصل إلى البوابة الشرقية للعاصمة المحتلة صنعاء وأبواب مدينة الحديدة وصمد في تعز هو قادر على تحرير كل البلاد.
لا يصمد الحوثي إن وجد معركة حقيقية، تفر عناصره سريعاً، الوقائع كثيرة التي تؤكد ذلك، آخرها معركة عمالقة المقاومة الجنوبية في شبوة، بل لم يخض الحوثي معركة حقيقية واحدة، كل المناطق التي وصل إليها لم يخض فيها معارك، وعند كل معركة صادفها تعرض للهزيمة.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك