محمد عبدالرحمن
غزة في السؤال عن تعز.. لماذا الحصار يا عبدالملك؟!
يدرك الجميع أن الخيارات التي اتخذها الحوثي بشأن ما يدّعيه الوقوف إلى جانب المحاصرين في غزة، ما هو إلا ألعوبة سياسية تحركها طهران في الاتجاه الذي تسير عليه أجندتها ومصالحها، وعلى الرغم من أن الادعاء أصبح مكشوفاً للرأي العام إلا أن الحوثي مستمر في إطلاق بيانات متشنجة أمام اليمنيين، في مقابل إطلاق المسيّرات لاستهداف السفن في البحر الأحمر لتتلقف إيران النتائج المرجوة من المغامرات الحوثية.
لم يكن أمام الحوثي كأداة وظيفية بيد إيران إلا أن ينصاع، وهو الأكثر قدرة على التحرك في هذه الآونة في مربع اللعبة المتاح له، وخاصة بعد أن قُيد حزب الله في عدم تجاوز قواعد الاشتباك في جنوب لبنان، وأمام "العنتريات" الحوثية في البحر الأحمر تنطلق الصرخات من اتجاه تعز التي يخنقها الحوثي بحصاره منذ ثماني سنوات، حصار أشد وأفظع من الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة.
وأمام الحصار الحوثي لمدينة تعز، لم يكن منه إلا أن يصم أذنيه، ويحرف بوصلة خطاباته ليذهب بها إلى فك الحصار عن قطاع غزة، محاولاً بناء قوة ناعمة من لحظات الاندهاش والجرأة التي يمتلكها في العقل اليمني والعربي، يحاول أن يخلق انتصاراً وهمياً ليكتسح "قبح" الحصار الذي يفرضه على تعز، وعلى الرغم من ذلك فإنه يكشف عن حقيقة ما يقترفه "الوحش" العنصري الذي دفعه إلى فرض أبشع حصاراً لمدينة يمنية من جماعة يمنية ترفع راية الإسلام الرائجة خلال العقد الماضي وإلى الآن.
في هذه الزحمة من فظائع إسرائيل بحق أبناء غزة وما يرافقها من حصار شديد ومنعاً لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، تثور حمية الإنسانية في ذهنية اليمني، عن جدوى الادعاء الحوثي في خوض حرب مع العالم من أجل فك الحصار عن غزة، بينما سلاسل الكراهية والعنصرية وجيش الطائفة يطوق ويخنق مدينة يمنية "تعز" ليس لها ذنب إلا رفضها الانصياع لحكم الطائفية والأجندة الإيرانية التي يتبناها الحوثي في اليمن.
ولا يزال السؤال الذي يدور حول صعدة وصنعاء عن جدوى الحصار والأسباب المنطقية لخنق تعز منذ ثماني سنوات، هل تمتلك يا عبدالملك إجابة تبدد حيرة اليمنيين من ادعاءاتك في الإجراءات التي تدعيها بأنك تحارب العالم من أجل غزة بينما لا تزال قيودك تكبل تعز وتخنقها ومدافعك موجهة إلى بيوتها وقناصيك لم يتوقفوا يوماً في حصد أرواح المدنيين الأبرياء، هل من إجابة كافية وشافية، أم أن ما تقوم به في هذه الآونة يأتي ضمن اللعبة الإيرانية وأجندتها ومصالحها في اليمن والمنطقة..؟ هو ذلك حتماً.