بعيدا عن النقاشات حول غزة.. تعاني صنعاء من تقطع سبل حياة الناس.
وراء أكمة الزعيق بالبطولات إحباط عام من انغلاق أفق الحياة.
مجتمع مختنق ينفس عن نفسه بالأحاديث العالية.
ولذا، لا بد من السماح لهذا المجتمع بادعاء البطولات حتى وإن بدا لنا أنه يدعيها دعما للحوثي، لكنه مختنق بالحوثي وبسوء إدارته.
كان الله في عون الناس.
* كنا ننتقد الدولة في اختلال ميزان الإنفاق المالي للجيش أكثر من التعليم.. ثم جاء الحوثي فأسقط الإنفاق العام كله لصالح ما يسميه المجهود الحربي.
يخدم الحوثي إسرائيل بإخراج المجتمع في الشمال من قطار الحياة، وتحويله مجرد معسكر للتعبئة الحربية اللي لا تسمن ولا تغني من جهل، إلا فقط لخدمة الخمينية في مشروعها، أما يمنيا فنحن لا أفق لنا في الحروب، نحن نحتاج السلام والتنمية كي يتوقف سقوط مجتمعنا..
* الإنسانية قطعت شوطا كبيرا في التحضر رغم قساوة بعض المآسي.
ويبقى الإنسان نفسه هو الخطر، ويرتفع صوت الفلسفة والعلم في مواجهة انحرافات البشر أنفسهم، وتتعدد القوانين واللوائح لضبط هذا السلوك الإنساني أكثر وأكثر.
ولكن وكما قال نيتشه فخلاف هذا التوجه يعبر عنه ادعياء الدين السياسي.. الذين يحولون جهلهم وفقرهم الروحي وضمورهم العقلي إلى توجهات عامة للأتباع..
لدينا عبدالملك الحوثي الذي هو ملخص الشرور التي كانت موزعة في طول اليمن وعرضها..
جهل، صلف معطل للعقل والروح.