ﺗﻨﺴﺎﺏ من بين أصابعنا السنوات، تمامًا ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺴﻞ ﺍﻟﻨﺪﻯ ﻣﻦ ﻭﺟﻨﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ.. ﺗﺠﻠﺪﻧﺎ ﺑﺴﻴﺎطها، تسألنا ﻓﻲ نهاية ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ، هل أورقت أحلامنا والأمنيات، أم مكثنا كجذع يابس يراوح في مكانه كالمسمار نفتح كفوفنا ولا نجد سوى نثر ريح؟
ﺗﻤﺮ ﺍلأﻋﻮﺍﻡ ﺳﺮﺍﻋﺎ ﻭﺑﺘﻤﻠﺼﻬﺎ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺤﻨﺎ ﺳﺆﺍﻝ يتسع مداه:
ﻳﺎ ﺗُﺮﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻭﺟﻮﻫﻨﺎ ﺷﺎﺣﺒﺔ ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﻧﺠﻬﺰ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﻧﻌﻲ ﻋﺮﻳﺾ؟
ﻫﻲ ﺍلحياة، ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﺗﻌﻴﺸﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﻗﺎﻣﻮﺱ نبضنا لذﻛﺮﻳﺎﺕ مهشمة..
ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﺟﺒﺎﺭ ﺑﻄﺒﻌﻪ ﻻ يقبل القسمة إلا على نفسه، وجميعنا ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺎﺗﻪ ﺳﻮﺍﺳﻴﺔ ﻛﺄﺳﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﻂ..
ﺑﺮﺣﻴﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﻗﺪﻭﻡ ﻏﻴﺮﻩ، ﻳﺄﺗﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ الغربي ﺻﻮﺕ ﻓﺮﺍﺋﺤﻲ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻧﺤﻦ، ﺑﻞ تسكننا غصص ﺗﺘﺴﻊ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻭﺻﻠﺔ إيقاع. ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ، إﻻ أﻥ فينا شيئا ﻣﻨﻘﻮصا، ﻟﻌﻠﻪ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺩﻟﻴﻞ.
مع انتكاساتنا المتوالية في وطن داس على أمانيه اللصوص والقتلة، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻼﺑﺘﻬﺎﺝ ﻣﺬﺍﻕ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.. ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻠﺤﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻄﻮﺓ ﺍﻵﺳﺮﺓ.
ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺮ ﻋﺎﻡ أﺣﺴﺴﻨﺎ ﺑﺨﻄﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﺘﺄﺑﻂ أنفاﺳﻨﺎ، ﺗﻨﺪﺱ ﺑﻴﻦ ﺗﻌﺎﺭﻳﺞ ﻣﺴﺎﻣﺎﺗﻨﺎ؟
وﻟﻤﺎﺫﺍ نفتح ستار عام آت بأﻳﺪٍ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ ﻭﺻﺪﺭ ﻣﻨﻘﺒﺾ خشية أن يكون ﺍﻵﺗﻲ كالذي انقضى؟
يبدو أننا الوحيدون مَن نخشى الفرح دونًا عن سائر شعوب الأرض، هذا لأننا لم نعرف قط الحياة في وطن مأسور وشعب مقهور وحاضر مبتور لا يبشر إلا بقادم يكسوه الغبار.
إنما ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ، ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺘﻮﺧﻰ أﻥ ﻳﻮﺭﻕ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﺠﺮ ﻧﺪﻱ الأﻣﻨﻴﺎﺕ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﺳﺘﺰﻫﺮ ﻓﻴﻪ مآقينا بوطن يلملم شتات جميع أبنائه، ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﻧﻨﺴﻰ ﻗﻠﻴلًا ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺧﻴﺒﺎﺗﻨﺎ ﻭﺍﻻﻧﺘﻜﺎﺳﺎﺕ.
غامض أﻧﺖ أﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ الآتي، إﻧﻤﺎ ﻻ ﺑﺪ أﻥ ﻧﻨﺠﻮ.. ﻭﺳﻨﻨﺠﻮ حتما بإذن الله.