سعى طارق صالح، وبدعم من المجلس الرئاسي، وبتمويل من الإمارات، لإعادة الحياة إلى المخا والمديريات المجاورة، بتشييد الطرق والمطار والميناء والمدرسة والمستشفى والمدينة السكنية. وقضى عدة سنوات مع طابور من المختصين والمساعدين، حتى تحقق للناس بعض المنجزات التي دمرتها المليشيات السلالية أثناء مسيرتها الفاجرة.
سعى طارق صالح لإعادة العالقين من السودان؛ من أهلنا اليمنيين إلى منازلهم، وبذل جهوداً جبارة لترتيب خروجهم ونقلهم إلى المخا.
الحوثي وفي لحظة واحدة منع هبوط طائرة العالقين، وبصاروخ إيراني واحد دمر منصة تصدير النفط والغاز في ميناء شبوة، وبمسيرة واحدة قتل وهدد ودمر الحياة في كل نواحي اليمن، وتسبب بمعاناة ملايين اليمنيين.
وهنا نقول إن البطولة تظهر وتتجلى في البناء والتشييد والإنجاز وخدمة الناس، بينما النذالة تتركز في التدمير والتفجير والتهريب، ونهب الناس وتعميق جراحهم، وعرقلة جهود ومساعي الآخرين.
البناء يحتاج لجيش من الرجال المهرة، وملايين من الدولارات، وقبلها أن يمتلك القائد رغبة الإنجاز وحب خدمة الناس، بينما تدمير المنجزات يحتاج فقط لمجرم مقعش واحد، ولمجنون يمتلك صاروخا واحدا، وهنا تتجلى المقارنة بين اليمني المحب لأهله، والمجرم التابع لمشروعه العنصري.
على فكرة، برجي التجارة العالمي في نيويورك احتاج تشييدهما لسنوات طويلة من التخطيط والتنفيذ، ولجيش طويل من المهندسين المهرة، ولكن تدميرهما احتاج فقط لمجرم واحد، وعدة عناصر مغرر بهم، بالمال والعقائد الباطلة، ولعدة ساعات من التخطيط الإجرامي، ودقائق من التنفيذ الأعمى، فهل نقول إن الإرهابي انتصر على من عمر وشيد ونفذ؟
بالتأكيد لا.
في النهاية، منذ مقدم الرسيين إلى اليمن في عام النكبة 283 هجرية، لن نجد للأئمة الهواشم الفرس أثراً في أي منطقة في اليمن لمبنى واحد أو مشروع واحد أو طريق أو مدرسة شيدوها لليمنيين، فقط أضرحة وقبور، وكتب تقطر سُماً وعنصرية وفجوراً، وما إن يختطفوا السلطة من اليمنيين في غفلة من غفلاتهم الكثيرة، حتى ينهبوا ممتلكات الناس ويدمروا ما تم تشييده في غيابهم.
مجنون واحد يحتاج ربطه لعشرة عقلاء، ولكن مشكلتنا أن عقلاءنا تعقلنوا زيادة وتعلقوا بحبال الأمم المتحدة، فتمكن المجنون منهم جميعًا.
*من صفحة الكاتب على إكس