كامل الخوداني
المتسولون على أرصفة مواقع التواصل..
انتجت مواقع السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي في كل بلدان العالم ناشطين مؤثرين ومبدعين وملهمين في كافة المجالات إلا باليمن انتجت ناشطين ومؤثرين متسولين شتامين سبابين وقحين هابطي محتوى وسفهاء أخلاق، ولا نقصد هنا الجميع حتى لا نكون ظالمين، فهناك ناشطون ومؤثرون صنعوا لأنفسهم قاعدتهم وتقديرهم كذلك، بل نتحدث عن فئة محددة يعرف الجميع معظمهم ولو سألت أي متابع يمني لذكرهم بالاسم، وهذه الفئة لا تجيد شيئا عدا تأجير نفسها وصوتها لمن يدفع أو تفترش أرصفة مواقع التواصل للتسول والشحاتة الإلكترونية عبر استهداف كل من تريد التفاته إليها، كانت أحزابا أو كيانات أو مسئولا أو قياديا أو رجل أعمال أو حتى دول.
لم تكتفِ هذه الفئة بإسقاط قيمتها الاعتبارية لدى الناس حتى أصبح الجميع دون استثناء وبمختلف توجهاتهم وأحزابهم ينظر إليهم بنوع من الازدراء وعدم الاكتراث والالتفات، بل مصرة إصرارا عجيبا على سحق ما تبقى لها من مجاملات لدى الناس لبعض مواقفها الجيدة.
نحتاج لعملية رصد وإعداد قائمة لهذه الفئة بمسمى متسولين على أرصفة مواقع التواصل ونشرها بشكل مستمر حتى يفرق الناس بين الناقد والشحات وصاحب القضية ومن لا قضية له..
لقد تحول هذا الابتزاز الذي تمارسه هذه الفئة من الناشطين عبر مواقع التواصل لظاهرة مقيتة، وأي رضوخ لها من بعض المسئولين والقيادات أو الأحزاب أو الوجاهات أو حتى الدول جريمة نكراء تساعدهم على التمادي وتدفعهم للتنقل من بوابة مسئول إلى بوابة آخر ومن بوابة تاجر لبوابة آخر، ومن بوابة حزب لبوابة آخر، ومن بوابة دولة لبوابة أخرى، ومن بوابة حزب أو كيان أو طرف لبوابة آخر، مثلهم مثل متسولي الشوارع، الفرق أن متسولي الشوارع يدعون بالخير للناس حتى يتصدقوا عليهم بينما هذه الفئة تستهدف الناس بالشتائم والإساءات ليلتفتوا إليها.
نريد قانونا يجُرم التسول الإلكتروني بمسمى النقد، هؤلاء العالات أفقدوا وظيفة ومهمة النقد المتزن للأخطاء والقصور والسلبيات الموجه لقيادات الدولة والجماعات والمسئولين وللأحزاب بهدف الإصلاح والتصحيح والمعالجة قيمته ومكانته ومهمته بعد أن حولوه لوظيفة تسول وابتزاز عبر الاستهداف الشخصي البعيد، البعيد عن الموضوعية والمنطق والسياسة، بل وصل ضررهم لمستحقي الدعم والتشجيع والرعاية من الناشطين والمؤثرين أصحاب القضايا والمبادئ بنقلهم صورة سلبية سيئة تصَور كل منتقد سلبيات أو أخطاء بدافع وطني وغرض شريف لمبتز يبحث عن التفاتة.
يجب التفريق بين الدعم والمساندة والرعاية للناشط والمؤثر والإعلامي والصحفي الوطني المحترم صاحب القضية وبين هذه الفئة من المتكسبين عديمي المبدأ المتنقلين من استهداف هذا إلى استهداف آخر ومن الإساءات لهذا إلى الإساءات لآخر ومن تشويه هذا الطرف إلى تشويه طرف آخر ومن نافذة إلى أخرى، ومن باب إلى باب آخر، وعدم الرضوخ لها أو الالتفات لابتزازها، لأن رضوخ البعض لهم مستندين لنظرية داروا السفهان بثلث أموالكم، سذاجة هذه النظرية إما قالها سفيه يتسول بسفاهته أو لص يخشى فضيحته، وأما بالوضع الطبيعي فإلقام السفيه حجرا هو التصرف الصحيح، لأن متجرد الأخلاق إن أكرمته فكرمك لا قيمة له عنده وإن قدرته فلا تقدير لتقديرك له.
انبذوهم قبل أن يتكاثروا حتى لا نجد أنفسنا داخل مجتمع السوشيال ميديا ومواقع التواصل محاطين بالآلاف من هذه الفئة التي تستخدم بذاءاتها وسفاهتها وإساءاتها وسيلة شحاتة بديلة عن لله يا محسنين.
من صفحة الكاتب على إكس