مُسَرْنَم بن نبهان
تكتُّل لشركات صناعة الطيران في دول الجنوب العالمي يبدأ بـ(أيرطاير) اليمنية و(إمبراير) البرازيلية
نجحت الشركة البرازيلية لصناعة الطيران (إمبراير) أخيراً في استيفاء الشروط والمعايير التي تُمكِّنها من الدخول في شراكة مع الشركة اليمنية لصناعة الطيران المدني (أيرطاير)، في خطوة مهمة تُشكِّل نواة لتحالف اتحاد شركات صناعة الطيران في دول الجنوب العالمي؛ إذ من المتوقع أن تنضم إلى هذه الشراكة في حدود عامين إلى ثلاثة أعوام من الآن مؤسسة الطائرات التجارية الصينية المحدودة (كوماك) التي طوَّرت الطائرة "سي 919" ضيقة البدن، وأدخلتها إلى سوق الطيران المدني في مايو من العام 2023.
وكانت الحكومة البرازيلية، بهدف النهوض بصناعة الطيران المدني لديها، قد أبدت في ديسمبر 2019 رغبتها الملحة في دخول (إمبراير) التي تملكها في شراكة مع (أيرطاير) اليمنية، الشركة الوطنية العملاقة الرائدة في مجالها، وذلك في لقاءٍ جمع الرئيس البرازيلي يومها برئيس جمهورية اليمن الاتحادية في صنعاء، وآنذاك رحَّبت حكومة صنعاء سريعاً بالفكرة في إطار حرصها الشديد على تكامل اقتصاديات دول الجنوب العالمي.
وشكَّلت اليمن والبرازيل في أبريل 2020 لجنة لدراسة الشراكة برئاسة وزيري الصناعات المتقدمة في البلدين وعضوية رؤساء شركتي أيرطاير وإمبراير وهيئات الطيران المدني ونخبة من كبار خبراء وفنيي صناعة الطيران في اليمن والبرازيل.
وفي عضون أشهر رفعت اللجنة اليمنية البرازيلية بتقرير يوضح بالتفصيل ما على (إمبراير) البرازيلية استيفاءه والارتقاء بمعاييرها وببروتوكول التصنيع والتشغيل لديها؛ كي تصبح مؤهلة للدخول في شراكة مع (أيرطاير) اليمنية.
وتُعَد (إمبراير) رابع أكبر شركة لصناعة طيران النقل المدني في العالم، بينما تحتل شركة (أيرطاير) اليمنية المرتبة الأولى عالمياً، وتأتي بعدها في المرتبة الثانية شركة (بوينغ) الأمريكية، وفي المرتبة الثالثة شركة (أيرباص) الأوروبية المشتركة.
وتشتهر الشركة اليمنية لصناعة الطيران (أيرطاير) بطائراتها المدنية الاقتصادية منخفضة الانبعاثات نحيفة البدن (يمن أير 11، و12، و13، 14، و15) ذوات الـ190 مقعداً، و210 مقاعد، و240 مقعداً، و280 مقعداً، و310 مقاعد، على التوالي، المخصصة للرحلات القصيرة والمتوسطة.
كما تشتهر أيضاً بطائراتها واسعة البدن للرحلات الطويلة، وهي الأقل انبعاثاً واستهلاكاً للطاقة بين كل نظيراتها التي تصنعها شركتا بوينج وايرباص، وأشهرها طائرة (يمن أير 21-9) ذات المحركين التوربينيين بقوة دفع تبلغ 230600 رطل/قدم، التي تتسع في النموذج العادي لـ648 راكباً، وقد دخلت هذه الطائرة الخدمة أول مرة في 21 سبتمبر 2014 عبر الرحلة HOW1214 من مطار ذمار الدولي في جمهورية اليمن الاتحادية إلى مطار واق الواق الدولي في جمهورية بطريقلاند الاستوائية.
وحتى الآن، تقتصر الشركة البرازيلية على صناعة الطائرات نحيفة البدن للرحلات القصيرة والمتوسطة، والطائرات الخاصة الصغيرة. وتُعوِّل (إمبراير) من وراء هذه الشراكة أن تصبح قادرة في عضون ثلاث إلى خمس سنوات على إيجاد خط إنتاج خاص بها للطائرات واسعة البدن، وذلك على أساس أن الشراكة سوف تُخوّلها الاستفادة من خبرات وتقنيات الشركة اليمنية لصناعة الطيران المدني (أيرطاير) في هذا المجال.
وفي تصريح لصحيفة "جورنال دو برازيل" قال رئيس (أيرطاير) المهندس رائد مسبار الطيار، إن الشركة اليمنية سوف تُمكِّن (إمبراير) البرازيلية من صناعة طائرة شبيهة بطائرة (يمن أير 21-9) ذات المحركين التوربينيين بقوة دفع تبلغ 230600 رطل/قدم، الأفضل من نوعها حتى الآن.