من ظهره إلى ظهر الحمار إلى ظهر السيكل بيدل!!
هكذا يمكن ان تلخص مرحلة قائمة بذاتها تعني صحيفة الثورة، مرحلة قبل أن تنشأ مؤسسة سبأ العامة للصحافة والأنباء.
كانت تصدر عن وزارة الإعلام.. وكان يتحمل أمر توزيعها على صنعاء الصغيرة هذا الرجل الذي يفترض أن ينتصب له تمثال في وسط ساحة مؤسسة الثورة وآخر لحماره وثالث للسيكل.
علي محمد الجبري، اسم لا يلفت الانتباه، لانه ببساطة لم يكن وزيرا ولا قائدا ولا شيخا ولا شيخ آخر!!!
مجرد عامل بسيط، ظل سنوات عمره يبحث عن اللقمة الكريمة وبكل السبل، وعندما فكر أن يسترخي، طلب من الزرقة أن يذهب به الى الحج، تلك كانت أمنيته، لم يتمن عمارة ولا سيارة ولا حتى مجرد متور بدلا عن ذاك السيكل الذي انتهى عمره في ساحة الإذاعة!!!
علي محمد الجبري وزع الثورة في البداية على ظهره..
وعندما كبرت صنعاء بعض الشيء اشتروا له حمارا ثم السيكل البيدل لأنه أسرع..
فصار الجبري يظهر السيكل مختالا بأنه يوزع الصحيفة..
كان رجلا هادئا، ظريفا، خلوقا، مؤدبا، ليس له أعداء كما يقولون..
كان يومها الأستاذ الزرقة مديرا عاما للمؤسسة، وعبد الجليل احمد محمد الزريقي مديرا للشئون المالية، كان الزرقة وعبد الجليل أحد عناوين النزاهة، فلم تمتد أيديهما الى المال العام، وذلك كان يستدعي ان يكون الزريقي صارما، وقد كان، لكنه خارج المؤسسة ذلك الإنسان الودود…
عند باب المؤسسة التقاه المساح:
كيفك يا جبري؟
بخير يا استاذ.
أيش تفعل هذه الأيام؟
قدك داري بينوزع الصحيفة.
من تحب يا جبري؟
احب الزرقة.
ومن تكره يا علي؟
اكره عبد الجليل.
المؤسسة يومها وكان مقرها في بيت التويتي بجانب التجارة الخارجية أمام سور القيادة، ومطابعها في دكاكين رابع عمارة على نفس الخط..
نشرت اللحظة أو من عين الكاميرا صباح اليوم التالي، لتشتعل المؤسسة ويصرخ الزرقة باحثا عن الجبري، لنتدخل كلنا وتهدأ الأمور..
أقبل موسم الحج، دخل الجبري الى المدير العام..
مالك يا علي؟
أشتي اروح احج، أسالك بالله لا تحرمني..
وكان له ما أراد.
ذهب ولم يعد.. تاركا في ذاكرة صدئة اسمه ودوره..
من صفحة الكاتب على الفيسبوك