خمسة أشخاص استغلوا ضيافة المملكة لهم وحمايتها وإكرامها وكرمها وقدرها وتقديرها وثقتهم عدم قيامها بأي ردة فعل ضدهم تقديراً لضيافتها وحتى لا يقال ضاعت المعاريف فللضيف ثلاث زلات كما تقول العرب، وقاموا بالنباح بصرختهم وموالاة سيدهم. لا احترموا تقدير المضيف ولا احترموا شعائر الله..
ليست المملكة بالضعف الذي يحاول البعض تصويره بسكوتها عن هذه الأفعال الطفولية، وليس الحوثي بالقوة التي أوصلته لترديد صرخته داخل مكة دون اعتراض من أحد..
حالة سفه وضعف وتخبط لا تدل على القوة بقدر ما تدل على قلة احترام الضيف الاحترام القيمي والأخلاقي والديني.
داخل الحرم ما يقارب المليوني مسلم ألوان وألسنة ولهجات ولغات وجنسيات وأشكال وتوجهات ومذاهب مختلفة من كل انحاء العالم، وداخل الحرم اكثر من ثلاثين الف حاج يمني، كل هؤلاء جاءوا لحج بيت الله وتعظيم شعائره وطلب مغفرته، بينما جاء خمسة أشخاص للصرخة حتى من كان يطوف بالقرب منهم لم يكترث لهم ولصرختهم بما فيها حماية الضيف الخاصة التي كانت ترافقهم رغم قدرة احدهم التقدم واخذ الهاتف وتغيير مسارهم من الطواف لبوابة مكتب الأمن، لكنهم تركوهم يكملوا نهاقهم الذي لم يقلل منهم بقدر ما اثبت خفة عقل الناهقين.
توجه المملكة العربية السعودية جهودها وقواتها وامكانياتها لحماية الحجاج وتوفير متطلباتهم وتنظيم شعائر فريضتهم وتحركهم في اكبر تجمع بشري تشهده الكرة الأرضيه وليست فاضية لنهقة هذا او صرخة ذاك..
المضحك أن نقرأ للبعض كتابات وأخبارا تصور الأمر بالنصر والفتح المبين.. قليلا من الحياء والعقل اثابكم الله..
لست هنا في محل دفاع عن السعودية بل انا واحد ممن كان يتمنى تكسير رقابهم ورميهم في اقرب زبالة لسخافتهم، لكن منطقياً هم ضيوف تتعامل معهم السعودية بأخلاقها وهم يتعاملون مع ضيافتهم بأخلاقهم، ومع شعائر الله بعقيدتهم ومعتقدهم لم يسيئوا للسعودية بشيء بقدر تأكيدهم مدى قلة عقلهم وتبعيتهم وضعفهم حتى لو برروا الأمر للسلطات السعودية بأن الأمر يتطلب من أجل تهدئة أتباعهم وسخطهم عليهم وإثباتهم لهم أن حضورهم للتحدي وليس للخضوع وتهدئة غضب المرجعية الإيرانية لحضورهم، وبنفس الوقت تأكيد الولاء والطاعة لتوجيهات الخامنئي، ولا هو دليل قوة ولا نصر ولا حج ولا هم يحزنون مجرد هبالة، السعودية والحج أكبر منها بكثير، ولولا تصويرهم وبثهم لهربجتهم هذه ما كان أحد عرف عنهم وعن نباحهم شيئاً، ومن يكترث لخمسة أشخاص من بين مليوني حاج..
قد أعذر بعض إخواننا العرب بتصويره صرخة الحوثي بمكة قوة وتحدياً ودليل ضعف للسعودية، لكن يمني عارف الحوثيين وهربجتهم وكذبهم وزيفهم وضعفهم ومن يساندهم ويمنع سقوطهم ويقف حائلاً بينهم وبين الانهيار ويعرف حجمهم يعتبرها قوة، فهذه هي الهبالة بعينها..
يا راجل، بلا مسخرة، كانوا قبل أعوام يقسمون أيماناً ويتوعدون أنهم سيحجون بالبنادق ويدخلون مكة بالشاصات، والآن يحتفلون أن خمسة أشخاص منهم قالوا بممر الطواف مثل اللصوص ودون أن يكترث لهم أحد نواليك يا عبدالملك الحوثي..
من صفحة الكاتب على إكس