مصطفى ناجي

مصطفى ناجي

تابعنى على

انتهاء جولة مسقط من المشاورات حول ملف الأسرى دون جديد!

Sunday 07 July 2024 الساعة 05:17 pm

انتهت جولة مسقط من المشاورات أو المفاوضات حول ملف الأسرى دون جديد ذي أهمية. 

هذا الملف عالق منذ ثلاثة أعوام على الأقل. والانفراجات الجانبية التي حدثت كانت في الغالب خارج جهود مكتب المبعوث وخارج القوائم الرسمية. حتى مقدار التقدم المحرز إثر تبادل قرابة ألف أسير -وهو تقدم مهم من ناحية إنسانية- كان لامتصاص أي ضغوط خارجية واستخدام ملف الأسرى لكبح استحقاقات السلام والذهاب إلى خطوات جديدة.

وفق هذا الإيقاع نحتاج إلى هدنة من عشر سنوات حتى نصل إلى التفاوض في الجانب السياسي. سيكون اليمن قد انتهى اقتصاديا وتحللت القوى السياسية وتحولت الميليشيا إلى غول بأدوار إقليمية ودولية خصوصا الحوثي. 

هذه الجولة تبدو في ظاهرها انفراجة سيفرح كثيراً لها الوسطاء وستتجمل بها صورة كل من أمريكا والسعودية وسلطنة عمان. أنصار عمان اليمنيون يباركون كل شيء يأتي من السلطنة ويتناولون الأخبار السيئة بملاعق من ذهب. 

لكنها طبقة جديدة من المراوحة وهي، إذا حاولنا مخاتلة كلمة فشل، فإننا سنقول إنها تسويف ماهر من كل الأطراف. 

ما يزال مصير السياسي محمد قحطان مجهولاً. بل تضاعف العبء النفسي على أسرته وأهله وحزبه. آلاف الأشخاص تطول معاناتهم في المعتقلات وفي الأسر. بالمعنى الوطني والأخوي والإنساني هذا واقع مخزٍ جدا جدا.

قبل أن تبدأ المفاوضات كان تشكيل الفريق مثار جدل. وهذا يؤثر على صورة الفريق وأدائه ويضاعف الضغط النفسي. قبل تشكيل الفريق ينبغي تفهم الحساسيات العامة إلى جانب التفكير بتكوين فريق محترف متماسك نفسيا موحد الوجهة والاتجاه.

وأسوأ ما في هذه الجولة هو حدوث تصدع كبير في العلاقة بين الحكومة الشرعية وحزب الإصلاح. وتراجع رصيد الوفد المفاوض وتآكل صورته الاحترافية. نقطة الضعف الظاهرة في هذا الوفد في التواصل الإعلامي واستخفاف الرد والتسرع في خوض مهاترات واللجوء إلى تويتر للدفاع عن الذات.  

يمكن الجزم بأنه ما كان هذا التصدع ليحدث لولا ضغوط دول الإقليم خصوصا السعودية على الشرعية.

سيكون على الشرعية مهمة إعادة ترميم فريقها المفاوض وربما تجديد الطاقم أو بعضه. 

سيتوجب عليها في الجولات القادمة قبل الذهاب خوض حوار داخلي بين أطرافها لتفادي هذا الاهتزاز. 

عموما بهذه النتيجة امتصت الشرعية ضغوط السعودية وأعطت الوسطاء رصيداً وهمياً من النجاح. وعليها بتفاهمات داخلية امتصاص التصدع في علاقتها بالإصلاح وترميم صورة الفريق التفاوضي.

بالمقابل هناك تحول مهم وهو عودة الحجاج العالقين. وإذا عادت حركة الطيران وانتهت قرصنة الحوثي على الطائرات فإنها هذه واقعة مذلة للحوثي مهما تعالت فرقعات تهديداته.

من صفحة الكاتب على إكس