بعد 10 أعوام، رُفعت العقوبات عن أحمد علي عبدالله صالح ووالده، وفي أول خطاب إعلامي للعميد أحمد علي عبدالله صالح، تجسدت في كلماته معاني الولاء الوطني ونبذ الأحقاد، وعدم اجترار الضغائن الماضوية، والنظر لمجريات الأمور وأولوياتها بما يضمن السلام والأمن والاستقرار والبناء لليمن أرضًا وإنسانًا.
حمل الخطاب معاني وطنية كثيرة تدعو لرص الصفوف الجمهورية وتوحيدها تحت راية الوطن الكبير بعيدًا عن لغة الاحتراب والتشنجات والتعصب والكراهية والخلافات السياسية.
خلال سنوات الحرب، وما مر بنا أحداث ومآس كثيرة، وما حدث من تأجيج للصراعات والمكايدات السياسية، افتقد الخطاب السياسي والديني، على حد سواء، للغة تلم ولا تفرق، تجمع ولا تشتت، للغة يكون الهم الأول والأخير فيها للوطن وتوحد أبنائه تحت كلمة سواء.. افتقد كثيرًا من المعاني الوطنية والدعوة للبناء ونبذ الفرقة والتشرذم والشتات والبعد عن المناكفات
افتقدنا للخطاب المعتدل الذي يجمع الناس ولا يفرقهم الذي يوحد شملهم ويتبنى أمانيهم الكبيرة التي تنشد الحب والسلام، كل هذه المعاني لمسناها في كلمات العميد التي ذكرتنا بعهد الدولة ودورها في توحيد الصفوف.
كان المأزومون ينتظرون منه أن يتحدث بلغة الانتقام والضغط على الزناد لكنه بوطنيته خيّب ظنونهم المريضة وإرثهم البغيض المتمثل بالخراب وسفك الدماء، ونشد السلام والاستقرار والبناء لليمن، وكان موفقًا في ذلك، لأن الواقع اليمني المتشرذم لم يعد يحتمل مزيدًا من العبث السياسي ومنطق السلاح وإراقة الدماء.
وبالتالي وكما دعا إليه العميد الصالح، بات حرياً بكل الساسة الجلوس تحت مظلة واحدة والتصالح السياسي والاحتكام للعقل والمنطق ونبذ كل أشكال التمزق، وطي صفحة العداء وتجاوز الأحقاد بما يضمن الأمن والأمان والاستقرار لليمن أرضًا وإنسانًا.