تصدر بين حين وآخر قرارات إعدام من مليشيا الحوثي بحق مواطنين يمنيين، وآخر هذه القرارات إعلان صدر بإعدام ثلاثة من المعلمين من محافظة المحويت.
يعرف اليمنيون تمام المعرفة ما رسخه يحيى بن الحسين الرسي ـــ الذي أطلق على نفسه لقب الهادي ـــ من سلوك إجرامي في إزهاق الأرواح وسفك الدماء ضد اليمنيين حين ابتليت به البلاد سنة 284هـ.
تعطيك سيرة يحيى الرسي السابقة الدموية، التي تقتل بالظن، وتبطش للشك، وتفتك بنوازع طائفية؛ وتقتل وتحرق لأجل السلطة، وبغرض الإرهاب للناس عسى أن تتحقق له السيطرة والهيمنة بالرعب والدم، والدمار ..!!
هذا التاريخ الدموي الذي أسس له الرسي، صار ثقافة متوارثة، لا يشعر معه أي متنفذ في السلالة بوجود نفسه إلا إذا سفك وفتك وبطش، فهي ثقافة راسخة لدى فئة أدمنت الولوغ في الدماء، وترى أنها لا تعيش إلا به، وأن ميدان سفهها، وعبثها هم اليمنيون، فدماؤهم وأموالهم مستباحة.
فالسلالي الذي قيد نفسه بخرافات سابقيه من السلاليين لا يجد نفسه إلا حين يشبع نهمته من دماء الأبرياء وعذاباتهم فأرواح غير السلالة مستباحة، وأموال اليمنيين عندهم مباحة، وما يجري في مناطق سيطرة الحوثية الرسية أكبر دليل للنهب والسلب تحت مسميات عدة توظفها السلالة للنهب..!!
أصدرت السلالة من بضعة أيام إعلانا ــ همجياً أرعن ــ بإعدام ثلاثة من المعلمين، كانت مليشيا الحوثي قد اختطفتهم سنة 2015م.
تسع سنوات منذ اختطاف هؤلاء المعلمين، شأنهم في ذلك شأن كثير من المختطفين منذ سنوات، ولا ضمير، ولا دين، ولا قانون.. ولا وجود لأي أثر أخلاقي لمن يدعون الانتساب إليه.. كم هي رخيصة دماء اليمنيين عند هذه الفئة السلالية، وكم هي الإنسانية مفقودة.
كان الإمام أحمد حميد الدين، يتلذذ في إدخال الرعب وممارسته كرسائل يبعثها لليمنيين كافة.. كان يحشد الناس في ميادين الإعدام بحجة، أو في تعز، بغرض أن يقوم أولئك المحتشدون ــ والخوف والرعب يملأ أفئدتهم ــ بنقل ما شاهدوه لغيرهم ممن غاب.
في تعامله مع أحرار ثورة 48م، كان يأمر بالإعدام بلا محاكمة، وكان يتلذذ بإعدامهم فرادى أو مجموعة بأيام وأسابيع متتالية؛ ليستمر الخوف والرعب وينتشر في أنحاء البلاد.
لكن.. هل حالت قيود وسجون ومذابح أحمد يا جناه دون أن ينتفض المجتمع، ويثور الشعب، ويحذم الاغلال، ويسقط طغيان الإمامة؟
لقد ثار المزارع، والضابط، والجندي، والتاجر، والعالم، والمثقف، والعسكريون، والمدنيون، وكان فجر السادس والعشرين من سبتمبر 1962م.
إن الظلم يظن أنه يرسخ جذوره بممارساته الظالمة، وما يدري أن الظلم يستدرج أصحابه لحتفهم (فتلك مساكنهم خاوية بما ظلموا)، كما أن الظلم يدفع بالمظلوم لأن يُفعّل صبره للمواجهة لا للاستكانة، وللمقاومة، لا للانكسار.