نجحت بحرية المقاومة الوطنية في تحقيق إنجاز استخباراتي وعسكري وأمني كبير وغير مسبوق، حيث أفشلت عملية تهريب كمية هائلة من الأسلحة الإيرانية التي كانت في طريقها إلى الحوثيين. تتوزع هذه الأسلحة بين منظومات صاروخية بحرية وجوية ومنظومة دفاع جوي وطائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدروع ورادارات حديثة وأجهزة تنصت ومدفعية بي 10 وعدسات تتبع وقناصات وذخائر ومعدات حربية مختلفة. وذلك بحسب ما نشره طارق صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (X).
هذا الإنجاز يعد تطورا مهما في سياق الحرب اليمنية والإقليمية، ويحمل -بلا شك- دلالات متعددة، من بينها التالي:
- كمية الأسلحة وتنوعها يشير إلى نية تصعيد جديدة أو طويلة الأمد. فمنظومة الصواريخ البحرية والجوية تعتبر تهديدا مباشرا للموانئ والمياه اليمنية والإقليمية، وكذلك رادارات الدفاع الجوي، والمسيرات، وأجهزة التنصت.. وهي مؤشر على رغبة الحوثيين في إطالة الحرب والدخول في مرحلة استنزاف طويلة.
- استمرار وتيرة التهريب بين النظام الإيراني والحوثيين ينفي ما تم تداوله خلال الشهرين الماضيين من تحليلات تحدثت عن أن إيران باتت مشغولة بنفسها ولم تعد قادرة على إسناد الحوثيين. هذه العملية تؤكد أن إيران لا تلتزم بالتهدئة ولا بتصريحاتها التي تنفي من خلالها علاقتها بالحوثيين، بل العكس تماما، كلما زاد الضغط على النظام الإيراني، كثف بدوره دعمه للحوثيين، إما ليخفف عن نفسه أو ليصنع نسخة إيرانية جديدة في شبه الجزيرة العربية. وهذا تأكيد للارتباط العضوي بين الحوثيين والنظام الإيراني، وينسف الأطروحات التي تصور العلاقة على أنها مجرد تحالف سياسي وعسكري مرحلي.
- من جهة أخرى، هذه العملية تفسد مزاعم الحوثيين وروايتهم المستمرة عن استقلاليتهم، كما تكشف زيف ادعاءاتهم حول التصنيع العسكري، الذي كان وما يزال وسيلة من وسائل سرقة العصابة السلالية لليمنيين.
- نجاح شعبة الاستخبارات التابعة للمقاومة الوطنية في رصد ومتابعة شحنة بهذا الحجم، يدل على اختراق لشبكات التهريب المرتبطة بالنظام الإيراني. وتعد هذه العملية واحدة من أهم الإنجازات منذ سنوات، وهي تعزز موقف المقاومة الوطنية كقوة فاعلة ومهنية قادرة على حماية السواحل والمنافذ.
في الأخير.. المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية مدعوون لتجاوز مستنقع الإدانة اللفظية، وعليهم اتخاذ خطوات جادة لمساعدة اليمنيين في استعادة مؤسسات الدولة والقضاء على هيمنة جماعة الحوثي الإرهابية، التي تمارس أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني، وتهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي.
*من صفحة الكاتب على منصة إكس