بلال أحمد

بلال أحمد

تابعنى على

تباكي نخب الشمال

منذ 48 دقيقة

ادخلوا فيما دخل فيه الناس، ولا تبكوا وحدة سياسية ماتت ولن يوقظها صراخكم. تمترس هادي بالوحدة ليحمي مصالح زمرته، علمًا بأن كل بلدياته، إلى ما قبل تمكين خصومهم من مناطق الجنوب الأخرى، كانوا انفصاليين أقحاح. يدافع الإصلاح عن الوحدة باعتباره صاحب فضل في نشر الإسلام جنوبًا، وحرصًا على تماسك تنظيمه الحزبي الضخم شمالًا وجنوبًا، والأهم من ذلك حفاظًا على وجوده الذي اتضح مبكرًا أن الإمارات ستبعثره كالعهن المنفوش.

مسألة الوحدة أيديولوجية مهمة لتأليب شعب الشمال ونُخَبه على نحو يسمح له بالتمترس خلف جماهير تخشى فقدان متنزّههم الترفيهي، عدن، وانقطاع الفرع عن الأصل مجددًا ووقوعه بأيدي يمنيين من الدرجة الثانية. "إنهم يدافعون عن الجمهورية" — هكذا يرى الشماليون أنفسهم: عن الوحدة، وعن آخر الأماكن التي يمكن الاحتفال فيها برفع علم الجمهورية.

لن يعترف بهم أحد؛ سيتناحرون؛ ستعم الفوضى والخراب وما إلى ذلك من ترهات مكرورة ومحفوظة، لا تكف نخب الشمال عن ترديدها كلما تلقّوا صفعات يسوقها القدر ليوقظهم من غفلتهم وسباتهم وسِدْرهم.

ادخلوا فيما دخل فيه الناس، وافهموا المعطيات على أرض الواقع، ودعوكم من الشعارات الحالمة والتباكي على الوحدة من طرف واحد. آخر ما تبقى لليمني هو ثورة سبتمبر 62، وهي الملاذ الذي ينطلق منه كل شيء وينبعث من جديد، وخصمها واضح ومحدد: الحوثي وفشل إدارة المناطق الشمالية خارج سيطرته. أي حديث غير هذا محض هراء.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك