نبيل الصوفي
بن دغر في سقطرى بعد المكلا.. التحالف والشرعية
الدكتور بن دغر، زار المكلا، والآن في سقطرى.. وقبلها زار المخا.
قبلها هرب الرجل من بيننا في صنعاء، والتحق بالشرعية الهاربة إلى دول التحالف يستنجد بهم للدفاع عن اليمن التي هرب منها رئيسها ودولته.
دخل التحالف الحرب، وشارك الجنوبيين معاركهم التي تصدوا لها فرادى.
وشارك قبائل مأرب.. ومواطني تهامة.. ضد الحوثي، ثم حضرموت وشبوة ضد القاعدة.
اليمنيون الذين حاربتهم دولتهم طويلاً.. حاربتهم باسم الوحدة، ثم حاربتهم باسم الثورة، ثم تركتهم وهربت لتعيش في فنادق الشتات.
شاركهم التحالف، وانتصر لهم..
انتصر لهم ضد هرب الشرعية.. وضد عجرفة الحوثي، وضد تحالف المؤتمر مع الحوثي..
انتصر لهم ضد أكاذيب الإصلاح ودعاواه، وضد مخاوفنا وقصور رؤيتنا وتحالفنا مع الطرف الخطأ يوم كنا في صنعاء.
ولايمكن القول إنه لم يخطئ وهو ينجز كل ذلك.. لكن هذا شأن آخر، ليست الشرعية ولا نحن آخر الهاربين من صنعاء، أن نتحدث عنه، هذا يحق للناس العاديين، للجنوبيين مثلاً.. أن يقولوه وليس للشرعية.
وإن كان للتحالف أخطاؤه.. فهي ضد الناس العاديين بضربات طيران غير راشد في استخدامه، وضعف لأداء الشرعية ميدانياً.
أما الشرعية، فالأصل فيها هو الخطأ.
من الفنادق، عين هادي الدكتور أحمد رئيساً للوزراء، منقلباً على خالد بحاح.
ومن الفنادق شكل تحالف الشرعية غرفاً إعلامية وسياسية ضد الجميع.. ضد بعضه البعض.. وضد الجنوب.. وضد النخب.. ثم ضد المقاومة الوطنية التي تشكلت بعد غدر الحوثي بالزعيم علي عبدالله صالح ورفضهم له مهما حاول تقديم التسويات.
ومع ذلك استمر التحالف في دعمه اليمنيين، يصالح بين أطرافهم.. يدعم مواطنيهم.. يغطي حروبهم لاستعادة بلادهم.. يعترف بشرعيتهم. ويعترف بكل أطرافهم، ويوجههم لمعالجات تقلل المخاطر على البلاد وعلى المنطقة.
وفي المقابل، واصلت الشرعية أداءها الفاسد.. أو على الأقل حينما تحصل على مصالح لها كسلطة فإنها تسبح بحمد التحالف وتطريه، وحين يطالبها التحالف بأن تقوم بواجبها.. أو يرفض مساندتها فيما لايراها أهلاً له.. تتماهى مع الحوثي في خطابه ضدها.
لو قارنا بين الشرعية للتحالف والحوثي لإيران.. لسمعنا ضحكة إيرانية ملء سمع المنطقة وبصرها..
تختفي إيران.. مكتفية بدعم لايحقق إلا أهدافها من وراء جدار.
ويقدم الحوثي مقابلها دم أبنائها وشعبه في محرقة أكبر مما تحلم إيران.
أما التحالف، فإن الشرعية تريد من التحالف أن يتركها تعبث، وبنفس الوقت أن يستمر في العمل بدلاً عنها ويحمل عنها العبء العسكري والمدني، ليس لتسكت بل لكي تتفرغ هي لمهاجمته وتنسب لنفسها ما يحققه هو، هكذا بلا نهاية.
يحارب التحالف في الخوخة.. لتقول الشرعية إنها هي التي تحارب.
يحمي التحالف سقطرى من العبث، ولأن الشرعية والعبث إخوان، تقول هي إنه محتل.
تنسب لنفسها الفضل في المخا، ولا تكتفي بالصمت عن ما ينجز في شبوة وحضرموت وسقطرى.. بل تريد أن يمكنها من العبث وإلا أسمته احتلالاً.
ولاتسأل هذه الشرعية نفسها: إذا ترك التحالف الأمر لها.. فإنها لن تجد منطقة آمنة لتزورها..
على الأقل تتركه يعمل كي تستمر في الادعاء.