حققنا المرحلة الاستراتيجية الثانية ، بالوقت المطلوب ، والإعداد العسكري الأمثل ، كانت الأرتال العسكرية المتجهة نحو مدينة الحديدة ، عروسة البحر الأحمر ، وعروسة اليمن ، عروسة الحلم والأمل والنصر ، عبارة عن موكب فرح وطني عارم.. هكذا كانت مشاعر المواطنين وهم يشاهدون هذا ، سوء من كان يشاهدها بشكل مباشر او عبر التلفاز.
لقد كانت تلك القوات والارتال العسكرية بالنسبة لأهل مدينة الحديدة ، موكب فرح ونصر وانتصار وبشارة أمل.. وأفق نور وسلام وخلاص ، وهكذا هو الأمر بالنسبة لأغلب اليمنيين وعامة الشعب.
يستقبل الشعب اليمني العظيم عيد الفطر المبارك بفرحة وطنية وشعبية للخلاص من الإرهاب والتوحش والتسلط الذي كان قد نزع منه أفراحه وحياته وقوته ولقمة عيشه ، وجعله يتجرع المر والمآسي والجوع والبؤس ، حتى فقدت الأعياد روحها بعصر تسلط الارهاب ، وأصبحت الأعياد مناسبة للمآسي والأحزان بشكل أكبر ، نظرا لانهدام كل مقومات الحياة والأمن.
هذا العيد يستعيد فيه الشعب اليمني فرحة كانت غائبة عنه ، وهو يرى بأن أفقا للنور والمستقبل والخلاص قد فتح ، وأن الخلاص قد أصبح قدرنا اليوم ، وأصبح مسارا وطنيا يتقدم ويكبر كل يوم ، كانتصارات على الواقع وكروح وطنية وشعبية ، وكأبطال وطنيين بقادة عسكريين مثلوا التجلي لهذه الحالة ، وأعلنوا عن بطولتهم في الوقت المطلوب ، في الوقت الصعب حين شح الزمان بالقادة الشجعان ، وتوالت علينا الهزائم والانهزام ، وسيطر السفهاء والأشرار ، ليضعوا أنفسهم أوصياء على هذا الشعب ، وباسم الدين وباسم الله مارسوا جرائمهم وتوحشهم ، حتى أعلن الجميع اليأس والإحباط والاستسلام ، فانبرى قائد وقادة، وجندي وجنود، ليعلنوا مبادرتهم بأن يكونوا فدائيين لهذا الشعب والوطن ، وإن لم يكونوا من الصف الأول ولا الثاني الذين كان عليهم الرهان.. كأي مرحلة وطنية في حياة الشعوب صعد أبطال وطنيون جدد، فصنعوا مرحلة وطنية جديدة ومختلفة ، وصنعوا الفارق ، وقلبوا المعادلة ، نذروا حياتهم للمخاطر ولمواجهة الصعاب والتعقيدات ، بكل استبسال، ليعيدوا للشعب حقه وحياته ويضعوا الطريق الحقيقية لخلاصه ، فصدقوا ما وعدوا ، وحققوا ما عزموا عليه.
وهكذا، فمازلنا أمام انتصارات وطنية عظيمة تتوالى ، بجهود أولئك الأبطال والشجعان الذين يدفعون ثمن تلك الانتصارات، ويرفضون كل الضغوطات والإغراءات لثنيهم او توقفهم عن قيادة معركة الشعب نحو النصر والخلاص.