منذ اجتياح عمران وصنعاء وما تلاهما من أحداث، ظهر عبدالملك الحوثي في خطاباته التي تناقلتها الوسائل والقنوات الإعلامية، المحلية والدولية، باهتمام بالغ، يتوعد ويهدد ويحذر، وهو منتشٍ يتملكه الزهو والغرور جراء الجرائم المتوحشة لجماعته الإرهابية.
كان الحوثي يحاول إظهار تميزه على الجماعات الدينية الأخرى وتغليف خطابه بالوطنية والثورة وبأن جرائمه وإرهابه رجولة وبطولات، وبهذا تأثر به كثير من المراهقين السياسيين والنخبة الطفيلية الفاسدة والناس الشعبويين.
في أوج الغرور الحوثي اهتم في خطاباته بالبعد الديني الطائفي، وما كان لهذا الغرور أن يستمر طويلا، حين رأى بأس الرجال الأبطال في المعارك يذيقونه وجماعته مرارة الهزائم الكبرى والمتتالية، فأفاق قليلا من سكرة النصر الزائف وأفكاره الخرافية، فاعترف بالانهزام الموضوعي، وركز في خطاباته على التبعية الدينية الإرهابية الأكثر توحشا على طريقة داعش وأخواتها.
حين ذابت رومانسية الحوثي الوطنية وكذبه بأنه مختلف عن أي جماعة إرهابية وظهر بكل وضوح كإرهابي ولص وكذاب ومتناقض ودجال شرير أفاك لئيم، كان لايزال يعلق بعض الآمال على عمالاته الدولية المختلفة بأنها سوف تنقذه، وهذا ما كان يجعله متماسكا بعض الشيء رغم القلق الواضح والشعور بالنهاية وبأن العد التنازلي لهزيمته قد بدأت ملامحها تلوح بالأفق وتتبلور أحداثها، كزلزال عظيم ومخيف جدا أربكه هو وجماعته وصدمهم أشد صدمة مفاجئة وغير متوقعة، وكبريق وإشعاع أمل أضاء الأرض والجو والبر والبحر والصحارى والجبال والقلوب في ليلة ظلماء كان قد بلغ فيها الشعب قمة يأسه وقهره وألمه من إرهاب وجرم هذه الجماعة وسيئها.
ما أجمل الأمل والنصر الذي يأتي بعد الشدة واليأس !
هكذا هو شعور اليمني الحر.. هو شعور وحالة وطنية وشعبية عامة وفرحة وطنية كبرى وخالدة لليمني وهو يشاهد خطاب الإرهابي الحوثي اليوم ليجده يعلن الضعف والهزيمة والانتكاسة.. حتى في أسلوبه وطريقة كلامه وتعابير وجهه، حين كان بالأمس يخطب كمهرج ثم كمستبد ولص ومتوحش، والآن كمنهزم تماما ونهائيا ولا مجال لأي إنكار أو مغالطة.
شكراً أيها الأبطال المقاتلون الأشداء.. القادة العظماء.. الجنود الشرفاء الشجعان المستبسلون للدفاع عن الوطن، لقد أعدتم للشعب اليمني العظيم فرحته وأمله وكرامته بعد أن سرقها وتاجر بها لصوص ودجالون وارهابيون.