لن يلدغ الشعب اليمني من لسان الحوثي مرتين، بعد أن عُرفت حقيقته وانكشفت عوراته.. ولن يستطيع أحد إطفاء النار الوطنية والشعبية التي أضرمت لإحراق هذا العدو.
إنها معركة الشعب المصيرية ولن يستطيع أحد إيقافها من السحرة والمنجمين وكل الكهنة والدجالين وخطابات الرومانسية والأوهام باختلافها.
حين ألقى الحوثي خطاب النصر، كان قد انتصر فعلاً.. انتصاره مثل قدرته على خداع الشعب، وخداع مختلف القوى السياسية والاجتماعية والشعبية، التي مضطرة أو مختارة اصطفت معه مخدوعة بأملها المفرط لعله يصبح قوة وطنية، أو مكرهة لا بطلة، لظروف المكايدات السياسية، التي جعلت من التحالف مع الحوثي طريقاً سياسياً إلزامياً محاطاً بالمخاطر الصعبة.
انتهت أيام خداع وفهلوة الحوثي وعزفه على أوتار قضايا وطنية، واتضح للجميع جرم وكذب ودجل وتوحش وإرهاب هذه الجماعة الشريرة.
كانت تجربة مريرة وأليمة لكل من انساق يوماً وراء خطابهم وصدق كذبهم، وأفرط بالتفاؤل والأمل بإمكانية أن يكون الحوثي قوة وطنية وذلك باستطاعته التخلي عن أكبر خطاياه وليس الأخطاء الطبيعية، ولكنه ازداد سوءًا وتوحشاً.
كأشخاص مؤثرين وعاديين، وكقوى سياسية واجتماعية وشعبية، جميعهم يعرفون اليوم من هو الحوثي.. على حقيقته المجردة بكل وضوح، بكل ما بينهم من تأزمات وخلافات واختلافات فكرية وسياسية واجتماعية لأن حقيقة الحوثي هي خلاصة تجربتهم العملية ومعرفتهم الواقعية مع هذه الجماعة.
لن يستطيع الحوثي اليوم أن يخدع أحدا مجدداً، مهما حاول في خطاباته التي يعبر فيها عن موته السريري، وهو يعيش هزائمه المتتالية، ولن يستطيع أحد، سواء الحوثي أو غيره، أن يخدع الشعب اليوم أو يزور وعيه.
لن يستطيع أحد المزايدة على الشعب اليمني بهذه المعركة، مهما كانت العناوين والمنطلقات، لماذا؟! بكل بساطة لأن أبناء الشعب اليمني لم يكونوا فكرتهم عن هذه الجماعة من القنوات والإعلام ولا من آراء خصومهم، فاليوم لم يعد للحوثي خصوم محددون فهو خصم لكل يمني، ولم يكونوا فكرتهم من بيانات وتصريحات الدول العظمى ولا خطابات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، ولاحتى كذلك إعلام دول التحالف العربي.
الشعب اليمني هو الخبير الحقيقي بالحوثي وهو من يهمه أمر الحوثي، وليس أحد غيره.. هو أكثر معرفة بهذه الجماعة ويعي مخاطرها ويعرف خداعها.
ولذا أعلن انتفاضته ضد هذه الجماعة ويخوض معركته المصيرية معها بكل ما فيها من تحد، دون اي اعتبار لأي مواقف سطحية وانتهاز ية؛ لأنه هو الخبير الحقيقي بهذه الجماعة وهو من يعيش جحيمها وهو من يقرر حسم معركته معها وفق تجربته معها ومعرفته الدقيقة بها.
الشعب شب عن الطوق، ولن يستطيع الحوثي ولا غيره أن يخدعه، ومن يحاولون "الاصطياد في المياه العكرة" سيخسرون معاركهم الوهمية.
كما أن الشعب سيذيق الحوثي أشد الهزائم المتتالية حتى النهاية، دون أن يلتفت أو يعير اي اهتمام لاي أوهام سبق وأن جربها.