عادل صالح النزيلي
الحوثي وحتمية الزوال ببركان شعبي تستعر حممه
تكاد ملامح اليمن تختفي تحت سلطة مليشيا الحوثي، وهذا ليس لإيمان الناس ب"عبدالملك الحوثي" ومسيرته، ولكن كما يعرف الجميع لسطوة السلاح التي لا تبني استقرارا بقدر ما تشحن قنبلة موقوته..
بأبسط استطلاع للرأي لا ينام كل من تحت سلطة الحوثي وهم بحالة رضا ولو نسبيا عن من يحكمهم ويسير أمورهم.
وهنا اتكلم عن الناس الذين لا تربطهم اي مصالح بالمليشيا،
بل إن معظمهم لا يخلو في ذهنه من غريم حوثي يترقب انقلاب الحال ليقتص لنفسه من الأذى الذي لحق به.
نقول للحوثي: السلطة لا تعبر عنك ومؤسسات الدولة غير تابعة لك وملامح المدينة لا تنتمي الى هويتك وأصبح السكان المحليون في عزلة عن كل ما يحيط بهم وشبه أغراب على أرضهم، وهنا شيء فارق ومهم انهم لا يتماشون مع المليشيا بقدر انتظارهم الفرج، بمعنى لا إيمان بالأمر الواقع إنما هو يقين بحتمية زواله.
لو حاول عبدالملك الحوثي النظر لعيون الناس وزفرات الظلم التي تتأجج من صدورهم لأدرك أنه فوق فوهة بركان تستعر حممه.
تعطيل مؤسسات الدولة
السلطة المحلية تخلت عن كل واجباتها تجاه الناس وراحت تسعر أجرة الباصات، وعلى سائق وسيلة النقل الالتزام بتلك التسعيرة وهو ينقلك من مكان إلى آخر، ولكن ما هي التزامات وواجبات السلطة المحلية والدولة تجاه الناس؟!
لا شيء أبدا على الإطلاق، يمكن لهيكل المليشيا الصوري ان يقدمه للناس هو فقط يتطفل على ما تبقى من تدابير تسير حياتهم.
هيكل شركة النفط من ممتلكات للشعب وحولها لهوامير السوق السوداء تنهش في المواطن بعد قرار التعويم.
وكذلك باقي مؤسسات الدولة عطلت من دورها الفعلي أمام استحقاقات الناس وتحولت إلى دور هرجلي.
متی سيفهم الحوثيون أنه ليس على ظهور الناس يكونوا رجال دولة بل بما يقدمونه في خدمتهم؟
تخفي المتحوثين
(ورغم أني لست مع الحوثيين ولكن).. هذه الجملة يكررها من يؤمن بقرارات نفسه أن الحوثيين سيدفعون الثمن وأن مشروعهم غير صالح للحياة.
قد يقولها بلا وعي وبلا قصد، لكن عقله الباطن يحاول حمايته أو التخفيف من الأضرار التي قد تلحق به مستقبلا، لأن تركيبته النفسية تقاوم ما يحاول تقبله او إقناع ذاته فيه ولإدراك وعيه بمخاطر الانتماء إلى هذه الجماعة.
هؤلاء تجدهم كثيرا يختلقون المبررات او على الدوام حتى قد تبدو وظيفتهم رغم أن لا مصالح لهم مع الحوثي لكنهم في صراع مع أنفسهم تظهر للعلن على سبيل مبررات او مقارنات بين الشر والشر نفسه.
فعندما تسمع هذه الجمله تأكد ان الشخص غير مقتنع اساسا بما يقوله.
إب تكتوي بجحيم الحوثي
إلی ديسمبر الماضي لم يكن الماء يشكل لنا اي هاجس او معاناة في إب ونكتفي بماء المؤسسة او المشروع كما نسميه.
بعد قبول الناس بحياة بلا راتب بلا كهرباء وبلا غاز وبلا بترول، اضاف لهم عبدالملك الحوثي عبئا جديدا وهو المياه.
وكلما حاول الناس خلق تدابير لحياتهم وتسيير شؤونهم لحقتهم المليشيا لتنكل بهم وتقضي على تدابيرهم وتزيدهم ارهاقا ومعاناة.
تدابير الناس ليست تسهيلات تقدمها المليشيا لهم كنوع من تعزيز الصمود كما يدعي "الحوثي"، بل هي حالة طبيعية اتبعها الانسان، ولهذا تميز عن باقي الحيوانات بقدرته على حماية جنسه من الانقراض.
لكن عبدالملك الحوثي ومليشياته يعملون كأبشع عوامل التعرية والتصحر لكل جوانب حياة البشر على الأرض الخاضعة لسطوته.
عندما نسمي هذه الجماعة بالخلية السرطانية في الجسد اليمني ليس من باب المزايدة والمكايدة السياسية بل واقع عملي بإمكان أي علماء الأحياء والبيولوجيا توثيق وتفسير ذلك بشكل علمي.
قد نختلف على طريقة التداوي لكن الخلاص منه حتمي فلا حياة مع هذا السرطان وطول بقائه يعني جسدا منهكا هزيلا مصيره الموت.
* جمعها (نيوزيمن) من بوستات للكاتب علی صفحته في (الفيس بوك)