أحلام القبيلي

أحلام القبيلي

تابعنى على

حديث الحب  !!

Sunday 17 February 2019 الساعة 09:37 am

في الهند حيث البطل يرقص ويغني لحبيبته، ويطير ويسبح ويزحف، ويقتل العشرات بقبضة يده " وشعره مسلسل وحواجبه سود قتاله " حيث تنتج بوليوود ألاف الأفلام الرومانسية التي لحست عقول الشباب، ولخبطت حياتهم، وجعلتهم
غائبين عن الوعي بسبب الحب والغرام الذي تروج له، يعارض الهندوس الاحتفال بعيد الحب، يقولون أنه نوع من أنواع التلوث الثقافي الذي أصابهم به الغرب.

ويتم ارسال تحذيرات إلى ساكني المناطق قبل موعد الاحتفال لتحذيرهم من القيام بأي مظهر من مظاهر الاحتفال بالحب ، ويتعاملون بمنتهى العنف مع من يخالفون هذه التحذيرات.

وتجوب الجماعات الهندوسية الشوارع للتفريق بين المحبين ويطاردون الشباب الذين يسيرون متشابكي الأيدي ، وكل من يرتابون في كونهم عشاقا ، ويدمرون اللافتات ، ويتلفون بطاقات المعايدة في المراكز التجارية،  ويرشون طلاءاً أسودا على وجوه العشاق غير المتزوجين الذين يُظهرون عواطفهم على الملأ .. "هيا سمعتم يا جماعة على خبر!! "

"يعني شغلونا "نهيه زندجيه محبتكيه" وبالأخير أحنا المغفلين نحتفل ونغرق بالرمسسة وهم يعدون ذلك تلوثا ثقافيا؟!

ويُعد شاروخان أشهر ممثل هندي رومانسي ، والحقيقة التي عرفتها مؤخراً ، وكنت أشك فيها وهذا ما دفعني للبحث ، أن شاروخان أو "شاه روخ خان "من أصل مسلم؛ ولم أتفاجأ بالأمر لعلمي أن وراء كل غزل وحب وهيام ورمسسة عرق عربي أو مسلم، فهم لا يبدعون ولا يجيدون غير ذلك في الماضي والحاضر.

الغرب صعد القمر والعرب يغنون له ويتغزلون فيه.
أما في اليابان فيتم تقسيم الشوكولا التي توزع في هذا اليوم إلى ثلاثة أنواع، أولها ما يوزع في العمل ويطلق عليه (غيري تشوكو) وتعني "شوكولا إلزامية"تقدم لزملاء العمل ، والثاني ما يعرف باسم ( هونميه تشوكو) وتعني "شوكولا حقيقية" وهي التي يتم إعطاؤها للحبيب، الثالثة تعرف باسم (تومو تشوكو) وتعني "شوكولا الأصدقاء" 

(فعلاً اليابان كوكب آخر ، حتى في الحب يعطون كل ذي حق حقه )

وأجمل طقوس الاحتفال بهذا العيد في الفلبين حيث يتم عقد قران المئات في حفلات جماعية تدعمها الدولة ( وحيا الله الشعب الفلبيني وحكومته)


الحب الأسود 

وفي اليمن ، توجهت بسؤالي لبعض الأمهات، ولم أتجرأ على طرح السؤال للأباء ، لعلمي المسبق بخطورة ذلك ( ماذا لو علمت أن "ابنتك - ابنك "يعيش قصة حب؟.

وجاءت الإجابات كلها متشابهة ومتقاربة : 
"كارثة - مصيبة - الله لا يبلينا - الله يستر علينا - سآكلها بأسناني - حبها جني"

أتدرون لماذا ؟

لإن للحب تاريخاً أسوداً ، مليئا بالفضائح ، والمصائب ، والجرائم ، والأسقام ، والأوجاع ، واقترن اسم الحب بالعذاب ، والدموع وسهر الليالي ، والشوق والحنين ، والألم والانين .

يقول الشاعر :
"وما من فتى قد ذاق بؤس معيشةٍ
من الناس إلا ذاقها حين يعشقُ"

ويعرف العاشق بنحول جسده، وحالته الصحية المتردية ، وشرود ذهنه ، وغياب عقله.

"للعاشقين نحولٌ يُعرفون به 
من طول ما حالفوا الأحزان والأرقا"

ويقول مسلم بن الوليد:
"الحب سمٌ طعمه متلونٌ
بفنونه أفنى دواء طبائبِ"

جُن في الحب قيس، وانتحرت جولييت ، ودفن وضاح اليمن حياً في صندوق وقتل نيرون أمه ، وسُجن نبي الله يوسف عليه السلام ، وذُبح نبي الله يحيى عليه السلام، وكسرت الدودحية ظهر أهلها ، وجلبت نعيمة لأسرتها العار، وكم من فتاة فقدت أعز ما تملك تحت ستار الحب،
وكم من شاب أقدم على إزهاق روحه من أجل الحب وكم من عابد هوى في وحل المعصية بسبب الحب.


"قُل للمليحة في الخمار الأسود
ماذا فعلت بناسكٍ متعبدِ
قد كان شمر للصلاة إزارهُ 
حتى وقفت له بباب المسجدٍ"

وقالت جدتي :
هذه نصيحة للبنات جمعه
الحب شوعه جعجعة وسُمعة

كل هذه الأسباب وغيرها كثير ، جعلت الناس يخافون الحب ، ويتجنبونه ، ويعتبرون الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود .


* جمعها (نيوزيمن) من بوستات  للكاتبة علی صفحتها في (الفيس بوك)