لجوء أنصار الحوثي إلى إحياء مجلس النواب (كمؤسسة فيها رائحة الشرعية) شيء جيد، رغم العبث الذي يمارسونه في سبيل ذلك، وهذا يدل على أنهم باتوا يدركون:
- أن صلف اللامبالاة وجنون التسلح والحروب لم يحقق إلا مزيداً من السقوط والعُزلة، فالشعب قد كبر على التدجين، ودول العالم لن تتعامل مع من لا يبالي بحياة شعب ولا مصير وطن.
- أن البلاد لجميع أهلها وأن حياة الشعب لا تُدار إلا بعمل سياسي يقوم على أساس شَرَاكة حقيقية، وليس مجرد مشاركة بالتعيين في عمل وظيفي تحت إشراف (وكلاء الوَليّ الفقيه!).
- أن شرعية (الولاية) التي يَدِينون بها لزعيمهم، ليست دين الله ولا قَدَر الشّعب، وإنما هي مجرد مشاعر عاطفية تخصهم وحدهم، ولا شأن للشعب اليمني بها، لا فكراً ولا إدارة حياة.
- أن الشرعية الدستورية التي يختارها الشعب (بآلية حضارية مضبوطة) هي الوسيلة الوحيدة التي تؤهل القُوى السياسية للقيام بدورٍ يتفاعل معه المجتمع الدولي بصرف النظر عمن يشغلها.
- أن اليمن جزء من محيط عربي لن يسمح لأي قوة غاشمة بأن تفرض نفسها على حياة الناس وتصادر إرادتهم وتقتل تنوع مساراتهم.
وهذا لا يعني أن انعقاد مجلسهم سيمنحهم شيئاً من الشرعية، لا في الداخل ولا في الخارج، لسببين:
- أن المجلس في قبضتهم وتحت رحمة مسلحين لا يتورعون عن الفتك بكل من يخالفهم.
وعلى هذا فليس لخائفٍ شهادة وليس على مُكره يمن.
- أن العدد الذي أضافوه إلى المجلس مُجرد ممثلين عنهم لا عن مناطقهم، وبالتالي لا يمكن لأي دولة تحترم نفسها أن تتعامل مع شيء من ذلك العبث.
أما اكتمال (النّصاب القانوني) فسؤال ينتظر إجابة واضحة، ولو اكتمل هنا أو هناك لما كان له قيمة عند أمراء الحروب وسماسرة الموت!
* من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)