أستغرب كثيراً من أفعال حزب الإصلاح التي أكدت لنا بأنه حزب لا ينتمي لهذا الوطن ولا يستحق أن يكون جزءاً من تكويناته السياسية، أو حتى على الأقل يراعي في مواقفه المصالح الوطنية، لكنه دائماً يوقع نفسه في فخاخ غبائه التي إن تخلص من أحدها بحث عن الآخر.
وعلى الرغم من الفرص المواتية له والتي كانت مناسبة لأن يثبت هذا الحزب قدرته على تحمل أعباء الوطن والبحث بإخلاص عن الحلول لها؛ لكنه دائماً يريد أن يكون في مكان المخرب والجاسوس ويقوم بدور الفاشل والمفشل والباحث عن الصراع.
لا يريد أن يكون حزباً شريفاً رغم أنه كان يملك ثلثي السلطة، ولكنه أثبت فشله واستغلاله للمناصب التي يستثني منها الشرفاء ويدفع بكادر مطبخ المؤامرات السياسية نحو الصدارة.
كذلك اللطمات التي تلقاها هذا الحزب لم تكن كفيلة بأن تجعله يفوق من غفلته هذه بل جعلته ذلك الهين الذي لا يستشعر مطلقاً مهما توالى اللطم عليه. بعد 2011 حاول حزب الإصلاح أن يرتدي ثوب الوقار ولكن سرعان ما تبين لؤمه بعمالته وبتخريبه وبنهبه هذا الوطن، فسقطت ثقة الناس به، ومنذ 2014 إلى يومنا هذا وحزب الإصلاح لم يستطع أن يعيد ثقة الناس به، فكل المواقف منذ ذلك الوقت إلى الآن لن تكون كفيلة حتى بإعادة ثقته بنفسه.
استحواذ على المناصب الحكومية في أي ظروف حتى على القيادة العسكرية، وبالرغم من امتلاكه القدرات العسكرية.. إلا أننا لم نرَ أي إنجاز يذكر لهم في مأرب أو في تعز التي يسيطر عليها الإصلاح ويقبض عليها دون السماح لأي مكون سياسي للمشاركة في حكم تعز اليوم، بخلاف المعركة الحقيقية التي يقودها حراس الجمهورية بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح في الحديدة الذي شهدنا الإنجازات والانتصارات العسكرية منذ الأيام الأولى، وبالرغم من هذا إلا أن الإصلاح بعيد كل البعد عن المعركة الحقيقية والتقدمات المشهودة.
الإصلاح لا يستفيد من تجاربه.. ولا ينطلق من هموم وطنية إنما ينطلق من أيديولوجيات حزبية وعقائدية دينية كثير منها يتعارض حتى مع العمل الوطني ولا يلبي إلا رغبته الشخصية ومصالحه، وبهذا يفقد الكثير من المكاسب الشعبية مقابل حصوله على مكاسب مادية لتنفيذ أجندته الخاصة ليس أكثر.
الإصلاح هو الحزب والقيادة العسكرية التي لا تقبل أن يساعدها أي مكون او قيادة عسكرية على صنع المواقف الوطنية أو يشاركها فشلها حتى.. حزب لا يقبل بالمؤتمر ولا يقبل بالاشتراكي ولا الناصري ولا يقبل اي سياسة تخالف توجهه او شراكة تتوافق او تتماشى مع المصلحة الوطنية.
أثبتت التجارب العديدة السابقة أن هذا الحزب لا يؤمن بالشراكه وينطلق من مبدأ من ليس معي فهو ضدي.. الإصلاح يمثل انحرافا في المنظومة السياسية اليمنية، وللعلم أن الكثير من مشاكل الوطن ربما كان سببها بصورة مباشرة او غير مباشرة، كما أنه لا يجيد إلا الوقوف ضد الإصلاحات السياسية ورفض الحداثة والمدنية.
وبالرغم من أن حزب الإصلاح لديه فرصة تاريخية ليتحول إلى حزب وطني حقيقي في هذه الظروف إذا ما تخلى عن العقائدية المقيتة ويتعامل مع التحولات من منظور وطني يستجيب لتطلعات الجميع وليس لرغبات ونزعات الإصلاح فقط.
سيذوب هذا الحزب تدريجياً مثل كومات الثلج مع الأيام مهما اكتسب من سلاح وأموال أو خبرة قتالية، كل هذا لن يجدي نفعاً مع الأيام أمام النهج الديمقراطي ووعي الشعب.