عبدالحليم صبر
حتى لا يتحول جمال الشميري إلى جمال خاشقجي
جمال الشميري لا يستحق أن يكافأ بهذه الطريقة المهينة، وهي في ضرورة الأمر مهينة لتعز، بمن فيها من رجال وأقيال وقادة ومقاومة ونخب ورجال دين ورجال سلطة ومشايخ وعسكر ورتب ونجمات وأحزاب وكيانات، مع أنه ما عاد فيش معنا غير التهمة والصيت الذي يتوارى خلفه كل السقط والدنق والانتهازيين واللصوص.
لاحظوا معي الكارثة والطامة الكبرى التي أصابتنا..
السلطة المحلية في تعز تقدمت بمذكرة لمحافظ لحج، تستجديه متابعة العصابة.. ولي فيها نظر.
ــ المذكرة هزيلة ومعيبة بحق تعز، إذ غاب فيها المسؤول الأول عن المحافظة، وظهر فيها الوكيل، مع أن المذكرة ينبغي أن ترفع باسم المحافظ..
ــ تضمنت المذكرة تفاصيل ساذجة، "ثمانية مسلحين، منهم ستة يتحدث اللهجة التعزية، وأثنين يتحدثون اللهجتهم من الصبيحة"!! يا لطيف وهذه المسخرة بنا، والتى ما قد حصلت في تاريخ السلطات والدول.
كل سلطات الشعوب صعدت للحكم بحنكتها وأحياناً في استبدادها لشعوبها، إلا عندنا في تعز صعد الإخوان للسلطة بغبائهم، وساذجة المجتمع.
ــ في المذكرة قالوا إنه اختطف "في نهاية هيجة العبد، بداية مديرية طور الباحة، مدخل الكمب التابع اللواء الرابع مشاة جبلي قبل محطة الكريمي".. بمعنى أن اللواء الرابع يتحمل المسؤولية، وينبغي مخاطبته من قبل محور تعز كونه تابعاً له، ثم إن نهاية هيجة العبد، بداية سائلة المقاطرة، وبين الأولى والثانية حوالى 20 دقيقة بالسيارة.. وهذا التخبط لا شك أنه في سياق التوجه العام للإعداد للمعركة القادمة.
وتصدقون أن المذكرة ما فيش فيها حتى: "نحملكم مسؤولية وسلامة العميد جمال الشميري"..
وفي سياق المذكرة إدانة واضحة لأبناء تعز في تهمة الاختطاف.. وذلك بتحديد هوية وأشكال الخاطفين، ثم التخبط في مكان الاختطاف، وما "عادنش" داري مو تشتي السلطة المحلية من سلطة لحج.
غير المذكرة، هناك الرأى العام الذي يصاحب أي حدث، بدا لي متخبطاً كما لو أن هناك من يتحكم بخيوط اللعبة.. وهو ما يحدث بالفعل. فالذي يتلاعب بالقضية دون احترام أبناء تعز فيما يصيبنا اليوم من انكسارات متتالية، هم من يسربون الأخبار بأن المتهمين لهم علاقة بـ"س" أو بـ"ص" ، وهذا الخطاب يتفق مع ما جاء في مذكرة السلطة المحلية الموجه لمحافظ لحج، رقم (280) الصادرة بتاريخ25/5/2019م.
يأتي بعد ذلك، غياب الأحزاب، مع أننا شبعنا بيانات وتنديدات سخيفة، لكن أمام قضية كهذا، كان لا بد من صوت للأحزاب على الأقل يحترمون فيه انتهازيتهم في بعض القضايا.
هناك كثير ينبغي أن يقال حول ما يحاك من تآمر كبير، لكن الوضع ما عاد يتحمل أكثر، وسلامة جمال يهم تعز.
في الأخير ما يهمنا اليوم أن نكون الجميع أمام مسؤولية هذه القضية دون أي حسابات وعلى المحافظ استشعار دوره في قضايا ذات طابع حساس، لأنه توهنا بقضايا لعله أراد أن يناور فيها، لكن هناك قضايا لا تتطلب منه أبداً الوقوف بالمنتصف أو الحياد منها، لأن الحياد سيترتب علينا عواقب ما عاد نتحملها، ولا تعز قادرة عليها، وأخص في هذه القضية، حتى ألا يتحول جمال الشميري إلى جمال خاشقجي.. وإلا ستكونوا جميعاً "عشاء الدست".