حسام ردمان
إيران واليمن وعجز التحالف السياسي والدبلوماسي
لم تدق ساعة الحرب، ولم تحن أيضاً لحظة الجلوس على الطاولة.. وهذا ما أفصح عنه ترامب وخامنئي اليوم دون أي مواربة..
أميركا لا تريد المواجهة لكنها بنفس الوقت لن تتراجع عن سياسة "الضغط الأقصى"، والحراك الديبلوماسي "الكويتي-الألماني-الياباني" يأتي فقط بهدف احتواء تداعيات هذه السياسة دون تخفيف حدتها أو فتح آفاق جديدة للحوار.
يريد ترامب الإبقاء على كرة النار عند حافية الهاوية، لا هو الذي يطفئها، ولا هو الذي يسمح لها بالتدحرج إلى الحرب.. وهذه الصيغة من المرجح أن تستمر إلى نهاية عهدته الأولى، ولن يفتح الملف النووي جديا إلا مع فترة رئاسية ثانية أو رئيس أمريكي جديد.
في المقابل تحاول طهران رفع فاتورة "حرب الأعصاب والعقوبات"، بحيث يصبح الوقت الفائض للازمة عبئاً على جميع الدول المناوئة لها وفي مقدمتها دول الخليج العربي، وكما قال ظريف "لن نذهب وحدنا إلى حافة الهاوية".
صحيح أن الديبلوماسية الإيرانية أتقنت جيداً لعبة "الإنكار المقبول" فيما يتعلق بحوادث الخليج، لكنها أوصلت رسائلها بوضوح من خلال وكلائها في اليمن، فبعد الفجيرة أتت ينبع، وقبل خليج عمان كان صاروخ أبها.. وفي الحالتين يمكن استنتاج منطق طهران الاستراتيجي: "سوف نرد على تجاوز خطوطنا الحمراء، دون أن نتجاوز علناً خطوط واشنطن الحمراء".
صنفت واشنطن الحرس الثوري جماعة إرهابية فراح يستعرض قدراته العسكرية في اليمن (من طائرات الدرونز وحتى صاروخ كروز)، وصفرت صادرات إيران النفطية فراحت توتر مصادر إنتاج الطاقة وممرات عبورها..
ومع كل ضربة إيرانية تعود الكرة إلى الملعب العربي، فهو المستهدف وهو الهدف، لكن أوراقنا السياسية تظل محدودة..
اليوم حركت حادثة عمان مياه الموقف الدولي الجامد منذ استوكهولم، ومع ذلك فإن قدرات التحالف العربي تظل محدودة في تسّييل هذا السخط الدولي إلى ضوء أخضر يسمح باستعادة الحديدة إلى حضن الدولة اليمنية، وإن كان على المدى البعيد يراكم الحجج السياسية والأخلاقية لتعميق عزلة إيران وتقويض أذرعها الإقليمية..