خلال أربعة أعوام من الحرب يولد اليمني وتنصب له المشنقة، يولد وقد أُصدر بحقه حكم الإعدام في ظل سلطة الإرهاب الحوثي.
أحكام الإعدام التي تصدرتها محاكم الحوثي بحق اليمنيين هي نوع من أنواع الإرهاب الذي تمارسه هذه الجماعه لإركاع الجميع وإخضاعهم.
حيث ولها جذور تاريخية متأصلة ولصيقة لحكم الأئمة الذين حكموا اليمن بسوط الإرهاب وأحكام الإعدامات، وكانت المشانق في كل ميدان منتصبة تختطف أعناق اليمنيين كل جمعة أمام حشود من الناس لإثارة الرعب والخوف في قلوبهم.
الدكتور يوسف البواب، أحد الأساتذة في جامعة صنعاء، محكوم عليه بالإعدام مؤخراً مع عدد من اليمنيين الذين رفضوا الخضوع للحوثي وبنادقه موجهة إلى صدورهم، تعرض للتعذيب هو ورفاقه، تعذيب مادي أدمى أجسادهم، ومعنوي حطم نفسياتهم وقلوبهم، وجعلهم في حالة من الانكسار مع عدم الاستسلام.
مؤكدة عملية تعذيبهم ومن سيشكك أدعوه إلى زيارة الدكتور البواب في سجن الأمن السياسي بصنعاء والنظر إلى حالته وآثار التعذيب البارزة في جسده والأورام المنتفخة في بطنه من شدة التعذيب، هي دعوة لمنظمة حقوق الإنسان إن كانت ذا مصداقية لزيارة المعتقلين في سجون جماعة الإرهاب الحوثية.
كل يمني يقبع في سجون هذه الجماعة هو معرض للتعذيب بكل أشكاله، وكل مواطن تحت سيطرتها تجرعه الذل والمهانة، وكل جغرافيا تحت سيطرتها هي سجن كبير فيه أهوال لم يتعرض لها شعب كما يتعرض لها اليمنيون تحت إرهاب الحوثي.
من لم يذعن بالولاء لقائد الجماعة محكوم عليه بالإعدام ومن لم يأت بالخراج إلى أصغر مشرف من الهاشميين هو منافق يستوجب حكماً بالإعدام، إما إعدام تنفيذي بحق الحياة أو إعدام معنوي واجتماعي.
وأخطر ما في الإعدامات التي يمارسها الحوثي بحق المقاومين والمناهضين لحكمه الكهنوتي القابعين تحت سلطته هي الإعدامات النفسية والاجتماعيه كنوع من الذل المشفوع برحمته التي تمنن بها على هذا أو ذاك وكأنه مالك الحياة والحرية يمنحها من يشاء وكأنه على كل شيء قدير.
الأدهى والأمرّ في أحكام الإعدام التي تصدر بحق اليمنيين أن القضاة الحوثيين الذين يصدرون هذه الأحكام يتقاضون مرتباتهم الباهظة من سلطة الشرعية دون خصم ريال واحد وتُسلم مرتباتهم شهرياً دون تأخير وكأن الشرعية شريك في إصدار وتنفيذ أحكام الموت.
الشرعية التي تحرم الموظفين المدنيين من مرتباتهم تقوم بتسليم مرتبات من يقضون بالموت على الأحرار، مرتبات قادة ميليشيات الإرهاب الحوثي، وأنا متأكد أن أغلب قيادات ميليشيات الإرهاب الحوثي يتم تسليم مرتباتها من الشرعية مضاف إليها العلاوة والحوافز، إنه انسجام عجيب بين شرعية وانقلاب وتناعم يذيق اليمنيين أصناف العذاب.
ثلاثون مشنقة تمر أعناق اليمنيين كل يوم عليها، الجوع والمرض والأوبئة هي أحكام إعدام، سقوط الدولة وملشنتها هي أحكام إعدام، نهب الممتلكات وتفجير المنازل هي أحكام إعدام.
جماعة الإرهاب الحوثي إذا استمرت هكذا دون أن يتم كسرها فسوف تجعل ثلاثين مليون مواطن يمني تمر أعناقهم على حبل المشنقة وتدلى من القهر والألم، كل مواطن يمني هو معرض لصدور حكم إعدام بحقه والآن يتم التنفيذ.. انقذوا ما تبقى من اليمنيين.