أخيراً سقطت ورقة الإخوان المسلمين في عدن، وأصبحوا عراة إلا من الفشل، هذا الفشل الذي لحق بهم من عمران إلى صنعاء إلى عدن، خذلوا الناس فانصرف الناس عنهم والتفوا حول الأطراف الشعبية التي حملت همومهم ومشاكلهم وبقيت في صفوفهم تقاتل.
لم يتبقَ للشرعية الإخوانية إلا إلصاق التهم جزافاً على خصومهم واختلاق التبريرات التي يحاولون بها تغطية عورتهم، وخلق المؤامرات التي تدور في أذهانهم، لكنهم في الواقع أصبحوا لا شيء، لا حاضنة شعبية تأويهم ولا فكراً تنويرياً يقيهم غضب الناس عليهم.
لو كانت الشرعية الإخوانية حملت هموم الناس في الجنوب لكان الناس معها تقاتل، ولو حملت رؤية وطنية تعالج الاختلالات لكانت الجماهير تهتف لها، ولو صنعت كيان دولة حقيقية تكفل لكل الأطراف المشاركة الحقيقية لكانت كل الأطراف تصطف معها، لكن الحقد الدفين الذي يعشعش في الشرعية الإخوانية جعلها عمياء لا ترى أحداً غيرها ولا ترى إلا مصالحها، وهذه هي النتيجة أن لا أحد ينساق خلف أعمى حقود.
طويت صفحة الإخوان في الجنوب وذهب الجنوبيون رافعين علمهم في قصر المعاشيق "اليمامة حالياً"، ولو كان الإخوان يعترفون بالأطراف الأخرى والكيانات المتواجدة في الميدان وخاصة في الجنوب لما سيطر المجلس الانتقالي على عدن وأصبح اليوم رقماً صعباً جداً في المعادلة السياسية والعسكرية.
لم تكن شرعية الإخوان تعترف بالمقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي، ولم تعرهم أدنى تعبير سياسي في أي حواراتها الفاشلة، وكانت تعتقدهم مجرد مجموعات تبحث عن المال وتقوم بأعمال البلطجة في الجنوب، وحاولت إلصاق كل التهم فيهم وتقزيمهم وتكبيل تحركاتهم، ومع كل ذلك فشلت الشرعية الإخوانية وانتصر الجنوبيون لأنفسهم وقضيتهم.
ماذا تبقى من شرعية الإخوان التي حاولت أن يكون الجنوب فاشلاً تحت قيادتها!!
عانى الجميع من الفشل الذي تتبناه هذه الشرعية، سُحق الجميع بسبب هذا الفشل، واندثرت دولة بكيانها الكامل من صنعاء إلى عدن تحت راية هذا الفشل المتعمد صناعته، وفي كل مرة نبتلع التبريرات التي تخدرنا ونتوهم بأن كل شيء سيكون بخير، لكننا صحونا على الفشل كاملاً مكبلين به، ويريدون منا أن نصفق لهم ولفشلهم ونسبح باسمهم لأنهم يقفون ضد الحوثي من غرف الفنادق.
منعوا الناس من مقاومة الحوثي، واتجهوا نحو المقاومة الجنوبية يريدون إسقاطها، ومع ذلك فشلوا.
كشماليين لن نعول على ما تبقى من شرعية الإخوان في مساندتنا لدحر الحوثي، ولن نسلم لهم زمام أمورنا، ولن نلدغ مرتين، فمن يستنجد بالإخوان سيفشل ويخسر.
طريقنا شمالاً يسندنا الجنوب ويدعمنا الإخوة في التحالف العربي، ولا وجهة لنا غير الشمال حيث يلعب السرطان الحوثي الخبيث بكل ما هو جميل ولا بد أن نستأصله من أجل حياة بسلام.