صالح أبو عوذل
معركة شبوة لم تختَرها النخبة لولا الاستعداد القتالي لمأرب
منذ 2015م، كانت واضحة حرب شمالية جنوبية، شخصياً لم أنس الحافلات التي كانت تقلهم صوب الجنوب، لم أنس خطاب التحريض الذي سبق حرب الاجتياح في مارس 2015م.
لكن ما أحب أقوله هنا، إن معركة شبوة، لم تختَرها النخبة ولا تريد قواتنا الجنوبية الباسلة أن تخوضها، لولا الاستعداد القتالي لمأرب، ليس منذ أحداث عدن، ولكن منذ نحو عامين.
بحت أصواتنا ونحن نقول إن قوات مأرب تعد لاجتياح الجنوب، وها هو كل ما كنا نحذر منه أصبح واقعاً.
مأرب التي رفضت تحرير صرواح من الحوثيين، شكل حاكمها، يوم الأربعاء، غرفة عمليات، وأرسل عشرات المرتزقة إلى شبوة.
لا مكان سؤال "هادي" عن سر تعيين قائد جديد لقيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب الرجل الدموي اللواء محمد الحبشي.
مجنون من يعتقد أن هناك حرباً اسمها "الدفاع عن شرعية الرئيس هادي"، فلو هؤلاء يدافعون عنه، لحرروا صرواح فقط.
حتى الرئيس هادي ذاته يدرك أن هذه الحروب ليست ضده ولا دفاعاً عنه، هي حروب مشاريع "مشروع جنوبي ومشروع احتلال باسم الشرعية"، فالحوثيون الذين انقلبوا على كل شيء ودمروا البلاد وحاصروا الرئيس في صنعاء، وأهانوه، كانوا أكثر من يصرخون اليوم ويبكون، يتحاورون على اختيار الرجل الباكي باسندوة رئيساً صورياً لخلافة هادي.
ما الذي تركه لهم الحوثي؟ لم يترك لهم أي شيء، فحتى منازلهم وملابسهم الداخلية صادرها، وجلد مؤخراتهم وزج بهم وبنسائهم في السجون، ومع ذلك ذهبوا للحوار معه، بل وصلى كبار قادة الشرعية خلف إمام حوثي في الكويت.
الحرب شمالية جنوبية، فمن يرد العزة والكرامة، فليقف مع الجنوب، ومن أراد الذل والهيانة والعيش كمرتزق، عليه سؤال "ماذا استفاد أحمد مساعد؟"، ومن أمثاله كثر، من مرحلة الارتزاق الممتدة منذ سبعينات القرن الماضي.. ماذا قدمت لهم صنعاء، مقابل مشاركتهم في التنكيل بأهلهم؟
المرحلة لا تحتاج منك أن تقف على الحياد، هي أرض وكرامة ووطن، يكفيهم 30 عاماً وهم ينهبون ويسرقون بلادنا، إلى هنا ويكفي.
* من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)