قصة الجنوب مع عصابة حرب 94م، التي هربت طريدة مذعورة من صنعاء عام 2015م، واستجارت بالجنوب وبحراكه الثوري -برغم عدائها السافر له- تشبه قصة المثل العربي: "كمجير أم عامر".
مع فارق أن أم عامر قد افترست مجيرها، فيما عصابة 94م لم تقو على أن تفعل مع الجنوب، كما فعلت أم عامر، مع أنها حاولت أن تفعل ذلك وما تزال تحاول حتى اللحظة!
فالتجارب إما أن تجعلك عبرة أو قدوة، وأنت لك الخيرة.
عموماً، الجنوب اليوم -وبرغم ما يحيق به من مؤامرات غريب وخذلان قريب– إلا أنه أفضل حالاً وأقوى عوداً، قياساً بالوضع الاستبدادي المقرف الذي خلّفه غُــزاة 94م وأذنابهم منذ ربع قرن!
وخزة قلم بظهر الصديق "فؤاد راشد" الذي يصف الصراع بأنه جنوبي -جنوبي.
- طيب.. إن كان الصراع بين جنوبيين وليس صراعاً سياسياً بين مشاريع سياسية، فلماذا الشرعية تسمي ما جرى بأنه انقلاب على سلطتها وتشتكي لمجلس الأمن الدولي؟ ولماذا نرى قدوم قوات شمالية من مأرب إلى شبوة، هل هي قوات حفظ سلام مثلاً؟
-وإذا كان صراعاً بين طرفين جنوبيين، فلماذا كل القوى الشمالية، كلللللها -دون استثناء- وعلى تعدد اختلافاتها وصراعاتها تقف -بشكل هستيري- مع طرف جنوبي دون الآخر، هل هذا رأفة منها؟
-وإذا كان صراعاً جنوبياً مناطقياً على خلفية صراعات الماضي كصراع أحداث يناير 86م -كما يزعمون- فماذا نسمي ما يدور في محافظة شبوة؟
-وإن كان صراعا جنوبيا - جنوبيا لمجرد أن طرفي الاشتباكات هم جنوبيون، فلما لا يكون الصراع في الشمال شماليا- شماليا وهو الصراع الذي يدور بين شماليين - شماليين؟
- وإن كان صراعا جنوبيا- جنوبيا لمجرد وجود جنوبيين في صف الشرعية، فلماذا لم يتم اعتبار حرب 94م حربا جنوبية- جنوبية؟ وهي بالمناسبة حرب كان فيها أيضا حاجة اسمها: "الشرعية".
- وإن كان الصراع جنوبيا - جنوبيا، فلماذا لم يكن كذلك منذ انطلاق الحراك الجنوبي، حين كانت السلطة السابقة- الحالية – التي تضم منذ حرب 94م بصفها جنوبيين تقمع الجنوبيين دون سواهم؟
صدق أبو الطيب المتنبي:
(و ليس يصحُّ في الإفهام شيءٌ
إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ).
* جمعه (نيوزيمن) من منشورات للكاتب على صفحته في (الفيسبوك)