عبدالرحيم الفتيح
خيانات الإخوان.. طعنة غادرة في خاصرة التحالف
شعورٌ صادم ومؤلمٌ جداً ما حدث في الضالع وغيرها من الجبهات التي سقطت في قبضة الكهنوت الحوثي وسلطته الغاشمة الديكتاتورية، والتي سقطت بخيانات من داخل الشرعية التي أضحت كمن تأكل نفسها.
ويقف الإخوان خلف كل تلك الخيانات والانهيارات التي تحدث في صفوف الشرعية لصالح الميليشيات الحوثية، التي تَسلمت الضالع من الإخوان على طبقٍ من ذهب، واغتنمت عشرات الأطقم العسكرية والمدرعات والأسلحة الرشاشة والثقيلة والمتوسطة، والتي تركها الإخوان خلفهم غنائمَ للحوثيين بعد أن قبضوا الثمن.
وليس هذا وحسب، بل إن المقاتلين المحسوبين على الشرعية وألويتها والذين كانوا في جبهات الضالع انقلبوا على الشرعية بأوامر إخوانية، وبدلوا مواقعهم من قتال الحوثيين إلى القتال معهم، حسب اعترافات لمجموعة كبيرة من أسرى الحوثيين الذين وقعوا في قبضة المقاومة الجنوبية والتي انتزعت ذلك النصر الوهمي وإعادة تحرير المدينة من قبضة الحوثي وأسرت عدداً من المقاتلين في صفوف الكهنوت الحوثي والذين اعترفوا أنهم منضون ضمن معسكرات الإخوان ومجندون فيها، وأنهم كانوا يقاتلون في صفوف الحوثيين، فيما رواتبهم تصرف من الألوية الإخوانية التي ينتمون إليها.
طعنات غادرة تلقتها اليمن من الإخوان وما زالت تتلقى الطعنات تلو الطعنات، والشرعية في صمت مخزٍ ومهين، وفي تأكيد على أنها قد تأخونت وأن الإخوان قد بسطوا نفوذهم عليها واستحكموا على قراراتها.. وها هي محافظات أخرى تميل للسقوط الوشيك بيد الحوثيين ومن خلفها تقف الخيانات الإخوانية الذين رفعوا فوهات بنادقهم عن الحوثيين ووجهونها إلى صدور رفقاء السلاح وفصائل المقاومة التي انتصرت للوطن ووقفت بجد في وجه الكهنوت الحوثي الغاشم ومرغت أنوفه في الوحل، بينما جبهات الإخوان برداً وسلاماً على الحوثيين وجحيماً وسعيراً في وجه رفقاء السلاح، ويأتي المجلس الانتقالي في طليعة تلك المكونات التي وقفت في وجه الكهنوت الحوثي ومخططات الإخوان وكان لهم بالمرصاد وأسقط كل المؤامرات والدسائس والمكائد، وتم تحرير الضالع، وها هي حكومة الإخوان اليوم تعيد تحالفها مع الكهنوت الحوثي بطريقة أخرى وهي تحشد آلاف المقاتلين وكل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وتوجهها باتجاه الأراضي المحررة بدلاً من أن تصوب كل تلك الإمكانيات ضد ميليشيات إيران.
ولكن قطر كان دورها مؤثراً واستطاعت أن تحرف بوصلة الحرب وتوجه طعنة غادرة للتحالف العربي بقيادة المملكة السعودية.
فهل ياترى سيكون هناك استفاقة من قبل الإخوة في المملكة قبل فوات الأوان؟ وهل من حزمٍ وعزم للقضاء على المشروع الإيراني القطري وقطع أذيالها الخبيثة؟ أم أن الأمور تجري عكس ذلك؟