لم يعد خفياً على أحد أن سلطة الإخوان، هي من تتمدد لفرض سلطتها بالقوة على الجميع.
طوال خمس سنوات توغلت هذه الجماعة في مؤسسات الدولة التنفيذية لتصبح صاحبة القرار الأول في البلاد، ويبقى الرئيس مجرد دمية هي من تحركه كما تشاء، إلى درجة أن اهتمام زوار الرئيس بمدير مكتبه أكثر من اهتمامهم بالرئيس نفسه.
بعد السيطرة على قرار الدولة وإقصاء الجميع، جاء الآن دور فرض الجماعة أمراً واقعاً بعباءة الشرعية، لتكون مأرب هي نموذج الحكم الذي سيتم فرضه بالقوة ويمكن لرشيدة القيلي أن تقود أكبر شنب إلى السجن ولربما الموت بتغريدة على فيسبوك، كما حدث لأحد الصحفيين في مأرب قبل أيام.
المهم الآن جيوش الشرعية تنطلق الأوامر لها من مقرات الإصلاح، ومطابخ الإصلاح الإعلامية والسياسية هي من تحدد انتماءات الناس، فمن هو مع الجماعة وسياساتها فهو مواطن صالح، ومن هو ضدها فهو مليشاوي يتم تطويعه بالقوة أو طرده ومحاربته كما يحدث في تعز بالضبط!
في تعز توقف جيش الشرعية "الإخوانية" عن محاربة الحوثيين العدو الرئيسي، وانطلق لمحاربة المقاومة وقتل المقاومين بالشوارع، بل وطردهم من مدينتهم، أولئك الذين رفضوا تقديم الولاء والطاعة لدولة المقر. وهذا ما حدث وسيحدث بشبوة أيضاً، إذا ما اشتد ساعد الجماعة هناك.
الغريب في الأمر هو بكائيات يساريي تعز والشمال على استخدام القوة، لفرض سلطة "جيش الجماعة" في تعز، واحتفالاتهم بنصر الجماعة بقيادة المحافظ الإصلاحي وجيش مأرب في شبوة!
المهم اليوم بهذا الوضع العصيب، أصبح الناس بين خيارين: إما التسليم لجيش الجماعة والولاء لدولة المقر أو رفض هذه الجماعة المتخفية بعباءة الشرعية من خلال مواجهة الحقيقة وإسقاطها!
لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن قيادة الانتقالي وقيادة الشرعية مجرد واجهات ديكورية للمشروع الذي يتم تنفيذه، وما يحدث على الأرض سيناريوهات معدة مسبقاً يتم تطبيقها رغم أنف الطرفين.
وبدل الشعور بالانكسار وترك الملعب فارغاً للإصلاح يفترض تغيير استراتيجية المواجهة.
ما حدث في شبوة هو اتفاق سياسي.. فحافظوا على بقاء النخبة الشبوانية هي القوة الأولى في شبوة، حتى وإن انحنت ودخلت تحت عباءة الشرعية، فهذا مكسب كبير.
لا تخونوا النخبة ولا تشتموا أحداً، فهذا الممكن المتاح حالياً وسيأتي دورها الأهم بوقت آخر!
النخبة والحزام والجيوش المشكلة أخيراً هم أبناؤنا الذين نعول عليهم أن يغيروا المعادلة، ونثق فيهم، وهم المؤسسة الأهم التي ستقود الوطن إلى الاستقرار وبناء الدولة.
القائد الشجاع هو من سيحافظ على هذه المؤسسة ويشتغل على تطويرها وليس من يقودها إلى مغامرات انتحارية.
بهذه المعادلة التي توقفت عليها المسرحية، الانتقالي لم يخسر المعركة بل أصبح وضعه أفضل من السابق..
من يرفض القبول بهذه المعادلة على الأرض سيكون الضحية.
على الناس في عدن وأبين ولحج والضالع بهذا الوقت العصيب والموقف الصعب أن يكونوا إلى جانب الحزام الأمني لتثبيت الأمن وعدم الانزلاق إلى الفوضى كما يريد البعض.
وفي شبوة على الجميع الوقوف إلى جانب النخبة الشبوانية التي عادت إلى مواقعها وباشرت أعمالها، على الجميع مساندتها والوقوف إلى جانبها للحفاظ على نجاحاتها السابقة واستمرار استكمال تطوير عملها.
لا تتبعوا المغامرين سواءً هنا أو هناك، وإذا ما جد جديد لكل حادث حديث.
حافظوا على النخبة الشبوانية متماسكة فهي المؤسسة الأهم التي ستحافظ على أرواح الناس وعلى الأمن وستكون نواة للسلطة الفعلية. أما ولاؤها الوطني أفرادها هم أبناء شبوة وأبناء شبوة لا يمكن لأحد أن يشكك في وطنيتهم.
بعد إعادة الاعتبار للشرعية في شبوة (شكلياً)، ستتوقف المسرحية هنا ويحتفظ كل طرف بمواقعه، وسيتم استدعاء الطرفين إلى طاولة الحوار وإملاء الحلول عليهم.
حينها من يرفض الحلول المطروحة على الطاولة سيتم إسقاط مناطقه!
* جمعه (نيوزيمن) من منشورات للكاتب على صفحته في (الفيسبوك)