لن ينتصر الجنوب، ولن يتحرَّر الشمال، حتى تتشكَّل قوة وطنية جديدة من إرث مايو 90 ضد "إخوان من أطاع الله" ادعى.
لقد أُكِل علي عبدالله صالح والوحدة معاً، يوم أُكِل علي سالم البيض والجنوب في 94، 2011 كان إلا تحصيل حاصل، أما 2017 فما عاد لحق إلا البيت والصمعي الذي صمد كثيراً حتى ارتقى شهيداً.
فقد حشدوا لعلي عبدالله صالح كل شيء:
قنوات الجزيرة والعربية.
كم شارع فيه مظاهرة..
ثم أحرقوه مع كل أركان دولته في مسجده..
سلبوا منه كل شيء عام: السلاح والمال والوظيفة والإعلام..
وبقي صامداً، يقول لهم: أنتم مجرمون؟ نعم. تستطيعون إحداث فوضى في كل مكان، لكنكم عصابات.. لن يستقر لكم شبر واحد.
تمسَّك بتصوُّره لهم، وثبت صوابه..
ونحن على عهده ماضون.
أما هادي وعلي محسن والإخوان، فهم غربان الخراب، والحوثي نبتة في تربتهم الخربة.
وهذه التربة إما أن تجف أو ستنبت كل شر مهما رفعت من شعارات.
العجيب أنهم يقودون أصحابهم للخراب كل مرة، وكل مرة يصفِّق لهم الناس يومين ويرجعون يسبون لهم بعدها.. طيب متى ستتعلمون؟
في حين أن أحمد الميسري يحاول التأكيد للسعوديين أنه ممثل أبين في الحوار السياسي القادم.. كما يحاول إثبات أنه طرف قادر على إحداث الفوضى إذا لم يستوعبوه، لا أنه قادر يسيطر.. إلا قادر يبقي أبين محافظة للكر والفر.
لذلك فإن نشر الفوضى جنوباً، كانت مهمة أحمد الميسري، وقد نجح فيها.
كما نجح علي محسن في إثارة الفوضى في الشمال بعد 2011م.
وتتقافز عصابات الفوضى الآن في كل مكان.
إما وانتصر الجنوب، وأغلق حدوده عن الشمال للأبد، وتعامل مع عصابات الفوضى كما يفعل الحوثي تحت سيطرته، وإما عاد الجنوب للفوضى التي شهدتها صنعاء بعد 2011 وتشهدها تعز الآن، وعاشها الجنوب قبل بناء الحزام الأمني والنخب.
حين طوقت الجبهات الحوثي وحان وقت الانتصار، تحركت قوى الفوضى من السويد وصولاً إلى عتق.. والآن كل مدينة فيها مجموعة تخرج تقرح وتقول سيطرنا.
كلما لقيت الوحدة متنفساً لتنتعش جنوباً، قفزت لها "عصابة الردة والانفصال" بقيادة هادي وعلي محسن وإخوانهما لتوجعها في القلب.
لأجل كل هذا، قتلوا أبو اليمامة، رحمه الله.. هادي وعلي محسن يعمقان الانفصال.
حتى لو أنّ هذا يسير وفقاً لأجندة سعودية ضد الجنوب، فهو مجرد تمويل للفوضى. ولا مجال إلا بالاصطفاف مع الجنوب..
الجنوب هو القضية في مواجهة الفوضى الهادوية المحسنية، كطريق لتحرير الشمال.. طال الوقت أو قصر.
إلا إذا كان سيفضي هذا كل هذا لشرعية جديدة تزيل هادي ومحسن وجيوشهما الفوضوية.
وأكرر ما قلته سابقاً، ليس لعلي محسن جيش ولا للإخوان دولة.. أعيدها ألف مرة.
لديهم عصابات في كل قرية ومدينة ومحافظة وحتى في كل جروب فيسبوكي أو واتس.
إن لم يتم ضربهم بالحديد والنار، فإنهم يبقون كل شيء قيد القلق والفوضى.
ولو تركت لهم "رابعة" لكانت مصر اليوم كما ليبيا.
ولو أن شبوة كانت كما الضالع حاسمة ضدهم، ما استخدموها كصفارة لمناداة الفوضى جنوباً.
فشبوة كانت بخير، كانت نغمتها الجنوبية معتدلة.. كانت منفتحة متسامحة، لذا استقطب الإخوان شخصياتها من التسعينات، ويتم إغلاقها الآن.. يقودونها بقبح عنفهم إلى التطرف ضدهم وضدنا أجمعين.
ختاماً.. استلهام الروح النضالية للقائد علي سالم البيض، هو ما يحتاجه الجنوب اليوم.
صمود أسطوري، وقناعة لا تكسرها التحديات، ولا تتحكم بها الإمكانيات، ولا تغيرها الوقائع.