محمد عبدالرحمن
إيران تقصف والحوثي يتبنَّى.. مرحلة تضخيم الذئب الشرير في صنعاء
صناعة إيران لذئبها في اليمن تتخذ مسارات كثيرة وتعليمات ودروساً طويلة ومختلفة في شتى المجالات، وما تلك الهجمات الإيرانية على السعودية إلا درس يساعد الذئب الحوثي على أن يزيد من غرس مخالبه وتقويتها في الجسد اليمني ليتحول للنهش في الجسد الخليجي وتمزيق جسد الأمة العربية.
إيران تربي ذئبها وتريد له أن يصبح أقوى وأكثر مما هو عليه اليوم، لا تريده أن يكتفي بنهش الجسد اليمني، ولا تريده أن يتوقف عن النمو، إنها تحاول أن يكون كبيراً بحجم الوطن العربي، وما اليمن إلا وجبته الأولى التي يستقيم فيها عودهُ وتقوي فيها شوكته وأنيابه ومخالبه.
وعندما تكون إيران على يقين أن الجسد اليمني لا يقوى على الحراك، وأن مخالبها الحوثية لا يمكن أن تتزحزح عنه، حينها ستوجه نحو المملكة العربية السعودية، الوجبة الثانية والأكثر دسومة، ستوجهه وقد أصبح وحشاً كبيراً يمارس الإرهاب بطريقته التي حفظها من المعلم الإيراني.
وما رأيناه خلال الفترة الماضية من قصف لمنشآت نفطية سعودية تقع عند الحدود القريبة من العراق والساحل العربي، هو قصف من طائرات إيرانية نفذتها إيران باتخاذ العراق منطلقاً لشن تلك الهجمات، وهذه الهجمات هي نوع من الدروس لتضخيم حجم الذئب الإيراني في اليمن.
إيران تقصف وذئبها في اليمن يتبنى العملية، وتنفتح شهيته كل يوم باتجاه المملكة، على الرغم أنه لا يزال ينهش في الجسد اليمني الذي لا يزال فيه نبض من خلال المقاومة الوطنية بكل مسمياتها التي تقاومه وتحاول أن تعيد للجسد اليمني قوته ويقضي على أنياب إيران المغروسة في جسده.
يتبنى ذئب إيران في صنعاء عمليات إيران الهجومية ضد المملكة، ثم ينفخ ريشه في وسائل الإعلام التي يسرها هذا الفعل المدان، تقوم قناة الجزيرة الإخوانية من الدوحة بملء فضاء نشراتها الإخبارية بالزغاريد الفرائحية والمساعدة في تسويق الذئب الحوثي على أنه أسد لا تقف خلفه إيران ولا تموله قطر ولا يسنده الإخوان، فيبتسم الولي الفقيه في طهران وتحمرّ وجنة ذئبه في صنعاء.
يتخذ الحوثي من هجمات إيران وسيلة لإيهام المجتمع اليمني والدولي بأنه قوة كبرى يمتلك الإمكانيات التي تجعله فاعلاً أساسياً ومحورياً في أي تفاوض مع الدول الأخرى، وفي الجانب المحلي يتخذ هذا التزييف لخداع المجتمع وتغليف العقل المجتمعي بأنه أصبح القوة التي لن تهزمه أي مقاومة أو طرف من الأطراف التي تواجهه عسكرياً.
يحاول أن يخضع المجتمع ويحشد المراهقين ويجندهم، ويوعز لمخبريه في مقايل القات بأن ينشروا بين الناس أن الأمور قد حسمت، وأن الدولة اليوم أصبحت للحوثي، وأن أمريكا والمجتمع الدولي أصبح خائفاً من قوته، وسيتم الاعتراف به والتعامل معه، لذلك يجب على كل القبائل والأطراف السياسية الأخرى أن تعلن الولاء للحوثي وتحني أعناقها له.