محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

ما الذي يفعله "جباري" في الصحراء..!!

Tuesday 28 July 2020 الساعة 03:33 pm

عبدالعزير جباري يستدعيه هادي من القاهرة إلى الرياض، يحضر الاجتماع مع فخامته، ثم يظهر فجأة في مأرب، وكأنه نسي شيئاً ما، وتذكره في زحمة انشغالاته الوطنية وذهب يبحث عنه جوار حقول النفط والغاز ومنزل سلطان العرادة.

يعود إلى مأرب ليس ليخوض المعركة، كما يخوضها أبناء هذه البلاد وقد نضجت الحرب بجلودهم، ربما كانت عودته إلى الرياض حالة اشتياق للقاء الفخامة وحمل الرسالة منه إلى ملكة سبأ، لكنه تأخر كثيراً، لقد ماتت الملكة، وأصبح للمملكة شيخ يقال له سلطان العرادة، فسلم عليه وألقى عليه الرسالة.

عودة عضو البرلمان جباري إلى اليمن ليس من أجل أن يقوم بواجبه الوطني، ولا ليتحرك لحشد الناس وإعادة بوصلة الحرب نحو صنعاء، لو كان من أجل ذلك، لكانت ترتيبات عودته ستتخذ إجراءً آخر، وكان الآن يحمل بندقيته ويتمترس في أقرب مترس من مأرب لصد الحوثي على الأقل.

من مأرب إلى شبوة إلى حضرموت إلى المهرة، رحلة طويلة وشاقه، أربع محافظات يطوف عليهن جباري، كما يطوف النسر على الفريسة قبل اصطيادها، لماذا تلك المحافظات فقط وبتلك السرعة، هل الأمر متعلق بثرواتها، أم بالانتقالي، أم من أجل الوحدة..!!

اللعبة انكشفت ولم يعد الأمر خافياً على أحد، يصبح جباري والجبواني والميسري أصواتاً تخرج من الشرعية تنتقد الإمارات وتشتم الانتقالي، تظهر صور هؤلاء الثلاثة وكأنها متمردة على فخامته، تم منحها سقفاً معيناً للكلام، لكن في النهاية يجب تنفيذ الخطة، الجنوب فريسة، يلعب الذئاب "الإخوان" حوله لاصطياده.

يتحرك جباري بحماية سعودية وبكامل الرضا الإخواني عنه، لا أحد يترك الرياض بتلك السرعة ويطوف في محافظات هي نقطة ارتكاز واختبار حقيقي لوجود الشرعية "وجود المصلحة"، هذا التحرك في خطواته لعبة قذرة تحاك ضد الجنوب، وضد الانتقالي الذي لا يزال يغفل الكثير من كواليس السياسة.

موكب كبير في الصحراء، لا يحمل شيئاً داخله سوى عبدالعزيز جباري، ما الذي سيقدمه هذا الرجل للناس في تلك المحافظات، هل يحمل موكبه مشاريع تنموية، هل يحمل الطريق والمدرسة والخبز والماء للناس، أم أن طوافه وسعيه حول حقول النفط والغاز تلبية لدعوة كريمة من فخامته وسماحة الجنرال..؟!

كم هي المشاريع التي افتتحها جباري أو حضر على الأقل افتتاحها، لنقول إن الشرعية مشغولة في ولادة اتفاق الرياض، فأرسلت هذا الرجل الخارق لينوب عنها، إننا فعلاً في بلاد ممسوخة بقيادات لا تحمل قليلاً من الكرامة والحياء، جل جهدها هو في أن تبني ما لا تراه ولا تعرفه الناس أين.. وكيف؟ لكنها تعرف أن الثمن هي التي تدفعه.