لا نريد أن يتحول المعلم المضرب أو الذي يتبنى الدعوة للإضراب إلى عدو وخصم للطلاب وأولياء أمور الطلاب، لأنه وببساطة شديدة الطرفان لديهما مطالب مشروعة لا يستطيع كل طرف أن يقف ضدها ولا يعارضها..
الضرر يشمل الطرفين، والطرفان هما المجتمع، نتحدث عن آلاف المعلمين والمعلمات ومئات الآلاف من الطلاب، المجتمع كله متضرر..
إذا لم تكن المشكلة سببها طرف المعلمين ولا طرف أولياء الأمور.. من يكون سببها إذا؟
دعونا نكون صرحاء، سبب المشكلة هو الذي يتجاهل رفع هذا الضرر عن المجتمع كله وهو يملك الإمكانية والقدرة وتقع عليه المسؤولية القانونية والأخلاقية..
لنكن صريحين وصادقين مع أنفسنا لا الشرعية ولا الانتقالي لديهم ما يمكن فعله ولا يمكنهم فعل شيء، لأنهما ممنوعان من إدارة المدينة تحت مظلة ترتيب العلاقة ورأب الصدع، حسب تعبير السفير السعودي آل جابر.
وهما ممنوعان من التحالف الذي تقوده السعودية والتي تسيطر حالياً على عدن..وتسيطر عليهما وتسكنهما في الرياض إلى ما لا نهاية حتى يتم رأب الصدع.
رفع يد الطرفين عن المدينة يعني أن المسؤول الأول والمباشر عن يوميات المجتمع فيها ورفع الضرر عنه هو قائد قوات التحالف.
وهي مسؤولة أصلاً حتى بوجود أحد الطرفين أو كلاهما في مشهد عدن.. لأنها القوة العسكرية المسيطرة كلياً على الجو والبر والبحر، أي أطراف أخرى سيكون لديها سيطرة جزئية من تحت مظلة السيطرة العامة.
لهذا كله يجب أن يتحد المعلم وولي الأمر ويتجها بمطالبة التحالف مباشرة بتحقيق مطالب الطرفين وتحمل مسؤوليته ورفع الضرر عن المجتمع، اذ ترتب وجوده على مبدأ حماية المجتمع من الفوضى والفراغ وحكم المليشيا..
عندما يقوم التحالف بمسؤولياته تجاه الناس لا مشكلة أن تستمر جهود رأب الصدع للقرن الخامس والعشرين، ولا بديل عن القيام بمسؤوليته، لا بديل لا تمر ولا مشاريع وهم ولا تغريدات..
جهود رأب الصدع يجب ألا تترك المدينة وسكانها في فراغ لا يدري الناس ممن يطلبون حقهم ولا من يخاطبون؟!
هل يعقل ان لا نسأل التحالف عن مسؤوليته القانونية والأخلاقية والسياسية والإنسانية تجاه توقف التعليم العام سنة كاملة سابقة وسنة قادمة في منطقة يسيطر عليها، لا بل ويسطر على شرعيتها والمعارضين لشرعيتها ويسكنهم كلهم عنده؟
لهذا نقول يا معلمين ويا أولياء أمور، اتحدوا.. لستم طرفي عداء لبعضكم أنتم طرفا مظلمة واحدة ووجها مطالبكما في اتجاه إيجاد الحل لكما معاً وليس لأحدكم دون الآخر.. وليس في اتجاه استدامة المشكلة، ولا تنجروا إلا لمطالبكم لا لهذا الطرف ولا لذاك.
الجهات والمنظمات الدولية يجب أن تعلم أنكم صوت واحد تخاطبونها عن تخلي التحالف القيام بمسؤولياته وان مدارس عدن مغلقة للعام الثاني. وهذه فضيحة لكن يطويها الصمت.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك
