عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

الراعي الأول للفساد

Saturday 05 September 2020 الساعة 11:19 pm

في قطاع الكهرباء الأكثر فساداً، على حد قول اللبنانيين، تدفع فاتورة للدولة التي تقطع التيار لساعات، وفاتورة للأحزاب السياسية التي تورد الكهرباء عبر المولدات.

نحن اليوم في تعز ندفع الفواتير بعشرات الأضعاف ليس كما هو حال لبنان، بل للمليشيات التي تقتل وتذبح وتغتال المدنيين والمواطنين، فيما الأحزاب في بلادنا تؤكد كل عملية إجرامية تقوم بها الجماعة التي تسيطر على البلاد، بسكوتها وصمتها وتحالفاتها مع الجماعات الإرهابية، ومثلها بقية المحافظات التي باتت الكهرباء فيها لمن استطاع إليه سبيلا. 

شباب الرقابة في تعز اليوم الذين يّدعون ثوريتهم ضد انهيار العملة، لا يعد كونه تمويها وتخديرا لمعاناة الناس، مع كل احترامي للشرفاء والانقياء منهم، لانهم ببساطة في الحملة السابقة التي خرجوا فيها حين تعلق الأمر بالضرائب، لم يكونوا سوى آلة ترتيب وتقاسم المصالح بين الوكلاء والمتنفذين.

خلال كل الضجيج السابق ما زال الفاسدون في هرم الفساد يمارسون فسادهم تحت حماية وغطاء الدولة، ناهيك عن من يدعون انهم ينتمون للجيش الذين اصبحت مخصصاتهم تأتي وفق تراتبية وتقاسم حسب الدرجة المناطقية من تكون ومن خلفك؟!

من حيث المبدأ لسنا ضد أي خروج للشارع، ولكننا في طبيعة الحال ضد أي استغلال لحالة الناس ومعاناتهم وغضبهم تجاه الأوضاع التي يعيشونها منذ خمس سنوات عجاف، ومع ذلك نقول اليوم إن المشكلة الحقيقية التي نعانيها لا تتوقف في انهيار العمل فقط، بل أيضاً في غياب الشرعية وضياعها خارج البلاد دون ادنى مسؤولية.

أخاف أن يتحول الشارع اليوم لعبة بيد هذه العصابات التي عاثت الفساد منذ 2011م، وافراغه من مضمون النزعة الثورية المتجذرة المتأصلة في ذهنيته، ولكي نتجنب هذه الأمر علينا تحديد اولوياتنا فيما يتعلق بكل من هو فاسد ابتداءً من سلطات الفساد في الهرم إلى أن نصل للقاعدة، وأمام ذلك، سيكون علينا إسقاط هادي، الفاسد الأول والراعي للفساد.