محمد عبدالرحمن
الطريق إلى صعدة أصبح آمناً.. أين ابن الجنرال؟؟
الأحداث المتسارعة التي تضرب رأس المواطنين، لا تتيح لهم التقاط النفس والإفاقة من غيبوبة الضربة، في مرحلة من مراحل الجرف الحوثي لكل شيء أمامه، وصل بعد أحداث ديسمبر إلى منزل الجنرال علي محسن في سنحان، وسيطر عليه بما فيه من سلاح لو استخدمته الحراسة لكانت منعت الميليشيا من الوصول إليه ولو مؤقتاً.
في المنزل كان ابن الجنرال هو المسؤول عن حمايته والدفاع عنه، لكنه عجز عن ذلك، ليس حديثنا عن الأسباب التي منعته من الدفاع، لكننا في صدد التساؤلات التي تثير العجب، بعد أن تم القبض على ابن الجنرال في المنزل، كيف اختفى فجأة وهل هو معتقل أم أنه يعيش في فندق يدير الاتصالات بين والده الجنرال من الرياض وبين عبدالملك الحوثي في صعدة؟!
محسن علي محسن الأحمر من سنحان إلى صعدة كمعتقل، ثم وسيط بين الرياض وصعدة، ومدير للثروة الضخمة لوالده الذي خذل الجمهورية والشعب في لحظه فارقة من التاريخ، ليس له دور ظاهرياً، لأنه في ذهنية الرأي العام معتقل، والحقيقة أنه في بحبوبة من أمره يتجرع الراحة في صعدة كما يتجرعها والده في الرياض.
كان ابن الجنرال يستطيع مغادرة صنعاء وتركها كما فعل والده، وكان يمتلك القدرة على الهروب إلى المناطق المحررة، لكنه لم يفعل، ليس بإرادته، وإنما بإرادة الجنرال، لأنه الورقة الأخيرة الآمنة لكل ما يأتي من الرياض من خطط وبرامج ومشاريع لاستثمار الحرب بين الشركاء.
واهم من يعتقد أن الجنرال الأحمر على قطيعة مع الحوثي، وواهم من يظن أن الحرب ليست شراكة بين الجنرال والحوثي، كل شيء يسير في هذه الظروف هو بالمشيئة الحوثية والجنرال، وما استمرار الحرب إلا لأنها تصب في مصالحهما.
يمثل الجنرال الأحمر عمود جماعة الإخوان، لكنه يستخدم أسلوبه الخاص لإدارة ثروته الخاصة بشكل خاص بعيداً عن ثروة بقية الإخوان، لأنه الأكثر ثراءً بينهم، لذلك استخدم ابنه كوسيط لا يمكن أن يخذل والده، ليدير الثروة وينقل رسائل قادمة من الرياض وبالتحديد من غرفة نوم الجنرال إلى كهوف مران.
عادة الحوثي بعد أن يسيطر على منازل وممتلكات خصومه أن يقوم بتفجيرها وتسويتها بالأرض، لكننا لم نره يقوم بذلك الأمر مع منازل وممتلكات الجنرال علي محسن، ولم نشاهده يوماً يجرد أمواله وينشرها للعلن كرجل خائن، كما يقول، وكما يفعل مع بقية الخصوم، ثروة الجنرال الأحمر في صنعاء لا يعرف حجمها إلا هو وابنه وعبدالملك الحوثي.
يستمر الجنرال الأحمر في خديعة الناس، يخدعهم وهو يرفع خلف صورته شعار الجمهورية، وباسم الجمهورية يفتك بها، يبقي ابنه في صعدة وسيلة تواصل وإدارة للثروة، ويعمل على استمرار الحرب لأنها تدر عليه وعلى شركائه في صنعاء أموالاً كبيرة، يبيع للناس الوهم، ويطعن الجمهورية بيده ويصافح الإمامة بيد ابنه محسن.